الهيئة

13 يونيو, 2010

لا يفتر كتاب الصحف اليومية عن الكتابة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدحا ومدحا  وفي غالب الأحيان يُنال من الهيئة وأهلها

والمعلوم أن الهيئة جهاز حكومي منوط به ضبط وإقامة ما يتصل بالأمور الأخلاقية والشعائرية في المجتمع من المحافظة على إقامة الصلاة وإزالة ما يتعارض مع القيم التي تعارف عليها الناس من التزام بالحجاب الشرعي ونحوه

وبغض النظر عن رأيي الشخصي بالهيئة ورجالها إلا أني أرى  انه يتعرضون لهجمات متواصلة من قبل كتاب التصفيق والتبجح

وأنا هنا لا أبرئ الهيئة من الأخطاء التي وقعوا بها بل أدين كل ما فعل بعضهم من تعدي على حقوق الناس تحت ستار الحسبة والدين

ولكن كون الهيئة جهاز حكومي يعمل في التعاطي  مع الشأن العام وهو ضمن أجهزة أخرى موكل إليها حفظ الأمن مثل الشرطة كان من الواجب أن يكون النقد لجميع الجهات التي تعمل في هذا المجال فلا يغض الطرف عن جهة . والبحث عن زلات أفراد من جهة أخرى إن كان المراد من هذه الهجمات  الإصلاح

وفي نظري لهذا أسباب منها الغيض والحقد الذي يكنه هؤلاء للمتدينين  ولهذا هم يبحثون عن كل زلة فردية منعزلة تحصل محاولين إلصاقها بجهاز الهيئة بكامله

وأيضا كون غالبية الكتاب يعانون من انحراف سلوكي فهم يخشون على أنفسهم من الهيئة وخاصة بعد ضبط بعض الكتاب في مواقف مخلة ومزرية

وكون الهيئة العتبة الأدنى والأضعف والتي لا مشكله في انتقادها جعل البعض الهيئة هدفه لإفراغ شحنات الغضب والتنفيس

ولو كان من يتحدث عن الهيئة منصفا لتحدث عن الأخطاء التي وقعت بها الشرطة مع مواطنين أبرياء

طبعا لن اتهم الشرطة وأجهزة الأمن بأنها تتعمد هذا فأقع بما وقع به هؤلاء ولكن هي أخطاء فردية

والعجيب انه لم يتحدث احد عنها والسبب معروف جدا

لعمرك ما الخوف إلى ما تخوفه الفتى   …    ولا الأمن إلى ما رآه الفتى أمنا

ومن هذه الأخطاء ما قام به رجل امن بمطاردة مراهق على سيارته حتى وقعت سيارة المراهق في حفرة ومات هو وصاحبه

وغيرها من المطاردات التي انتهت بأبرياء او حتى مشتبه بهم إلى الموت أو الإضرار الشديد بهم

فقد سكتوا عن هذه الأخطاء بينما انبروا لتضخيم حوادث عارضة وبعضها بل كثير منها ملفقة وتنشر بعكس الواقع لتأجيج مشاعر الحقد تجاه هذا رجال الهيئة

كما انه لم يتحدث احد من هؤلاء عن حسنات الهيئة والتي أنقذت الكثير من فتياتنا من براثن وحوش بشرية كانت تبتزهن وكادت أن تفتك بهن

وأيضا ما تؤديه الهيئة من دور كبير اجتماعيا من حفظ للقيم الأخلاقية أن تنتهك في الأسواق وغيرها

وبعد هذا كله اعتقد انه يجب أصلاح وتطوير جميع الأجهزة التي تتعامل مع المواطن بحيث تقوم بواجبها بشكل يكفل أن لا تقع مثل هذه الأخطاء مره أخرى

دون البحث عن زلات فردية وتضخيمها من اجل أهواء شخصية إذا كنا فعلا نريد خدمة المواطن والمجتمع

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في يونيو 13, 2010 في الساعة 9:49 م ومصنف بهذه التصنيفات: عام. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

5 تعليقات على موضوع “الهيئة”

  1.   هلا | يوم 3 يوليو, 2010 | الساعة 8:57 ص  

    انصفت الهيئة

  2.   أفْنَانْ | يوم 18 يوليو, 2010 | الساعة 11:50 م  

    أنا أرى أن أغلب الكتاب حين يكتب عن الهيئة ليس تفريغاً لشحنات غضبه فقط و إنما طلباً لشهرة ﻷنه يعلم أنه على الطرف المقابل لطرفه ( الطرف الذي يقدح بالهيئة ويتصيد عثراتها ) طرف آخر وهو الطرف الذي يقدس الهيئة و ينفي عنها كل عيب !
    رأيي الشخصي أنها شيء لابد منه و يبعث الطمئنينة في النفس مجموعة من البشر يخطئون و يصيبون .

  3.   محمد الماجد | يوم 19 يوليو, 2010 | الساعة 6:59 م  

    يجب على الدولة أن تلتفت للهيئة وتوفر لها الكوادر المهيئة وايضا الاليات النظامية الممكنة

    هل تعلمون أن الجهاز الحكومي الوحيد في العلم الذي لايوجد له نظام هو الهيئة

    هل تعلمون أن الجهاز لحكومي الوجيد الذي يغمل منسوبية أكثر من اوقات دوامهم الرسمي بل ويدفعون من جيوبهم لاستصلاحه ؟

  4.   واحد نفر عزابي | يوم 6 أغسطس, 2010 | الساعة 2:36 ص  

    الهيئة اكثر جهاز حكومي ينتقد لان اعضائه ذو لحى كثيفة !!

    مع إني أرى الهيئة تستحق التقريع الذي تواجه بالصحف لكن أين التقريع عن بقية أجهزة الحكومة خصوصا الشرطة؟؟!!

  5.   فلان الغامدي | يوم 7 سبتمبر, 2010 | الساعة 2:10 ص  

    هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ،

    تواجه مشكلة من ناحيه عدم وجود حصانة حكومية لها ، ربما لعلم الجهات الحكومية بأنها ليست مؤهلة ( حاليا ) على الاقل ، لحمل مثل هذه الحصانة ، على غرار رجل الامن السعودي الذي يتمتع ( زرار قميصه ) بحصانة ،

    ربما هناك مشكلة وضع المعايير التي على اساسها يتم توظيف اعضاء هذا الجهاز الحكومي المهم ،

    او ربما هم بحاجه الى ( سلاح ) و هذا لن يحدث لاسباب كثيرة ، و انا ضده ، و معه ،

    يجب ان يتم تسليم مهام الهيئة لفرق تتبع لجهاز عسكري ، مثلا قوات المهمات و الواجبات ، ( مثال فقط )

    يملكون السلاح ، و الحصانة ، و الهيبة ، و ستكون كلمتهم واقعة لا محاله دون نقاش ،

    و لكن معايير الهيئة لا تنطبق على اغلب العسكريين ، للاسف ~

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0