السرقات الحلال

30 أغسطس, 2010

يبحث أحد سماسرة المقاولات عن مقاول يشتري منه عقود حكومية لبناء فلل تابعة لوزارة الإسكان.

وطريقة  سمسار  المقاولات إما أن ينشئ شركة وهمية للمنافسة على المناقصات المطروحة من الحكومة . وفي حال الفوز بها  وكونه لا يملك مؤهلات حقيقية للقيام بمثل هذه المشاريعيبدأ بالبحث عن مقاولا يأخذ منه المشروع بالباطن . بأقل من قيمة المناقصة التي أخذها به . وبالتالي يخرج بمبلغ وقدره يزيد وينقص حسب قيمة المشروع.

أو تكون شركة مقاولات مؤهلة . وكونها ملتزمة بتنفيذ مشاريع سابقة فهي لا تستطيع الالتزام بتنفيذ جميع المناقصات . فتبدأ بالبحث عن مقاولا يأخذ منها المشروع بالباطن لتنفيذه مع أخذ نسبة أو مبلغ مقطوع للتنازل عن المشروع.

وهناك طريقة ثالثة وهي أن يُـطرح مناقصه للمنافسة عليها ويأتي مقاول يريد هذا المشروع ويُخرج المقاولين المنافسين بمبلغ وقدره لكي يدخل وحده في المنافسة .ويضع الأسعار التي يريدها بدون الخوف من دخول منافس يضطره لخفض الأسعار.

وقد يدخل مقاول  مناقصة من أجل أخذ المزيد من التأشيرات  . ثم يبيع المشروع لمقاول أخر بنفس  القيمة التي رسا عليه بها المشروع.

والتأشيرات كما يعلم الجميع تباع بالآلاف .

أضف إلى هذا دخول المستثمرين الأجانب . وما سببوه من انتشار الرشاوي بين مهندسي الأمانات والبلديات والجهات المعنية بالإشراف على عمل المقاولين.

وسبق أن دونت عن هذا الموضوع تحت عنوان (( استعمار وليس استثمار)) شارحا كيف شُـرع للمقاول الأجنبي سرقة البلد تحت حراسة القانون.

كل هذه الممارسات مشهورة ومتعارف عليها منذ زمن طويل . حتى أصبحت نوع من الفساد المقبول بين المقاولين الكتاكيت (( الصغار)) في المشاريع الأقل من خمسة ملايين ريال  ((دون التصنيف)) . لأن الأموال المهدرة لا تتجاوز عشرات الألوف وأحيانا تصل إلى الملايين لأنها صغيرة مقارنة بما يأخذه (( الهوامير)) التي لا ترضيهم مئات الألوف ولا حتى بضع الملايين .

وهذا على افتراض أن المقاول سوف يلتزم بالمواصفات . والقيام بالعمل على أتم وجه مطلوب دون التلاعب بالكميات والمواد .

أما إذا أراد التلاعب فسوف تكون المبالغ المنهوبة أكبر وأكثر. وهذا يحتاج تدوينه مستقله.

وفي الآونة الأخيرة  يتحدث الجميع عن مشروع قطار الحرمين  . فقد أعلنت الشركة الصينية  في ميزانيتها  أن  قيمة المشروع مائة وسبع وسبعين مليون دولار ((177))  أي ما يزيد عن ست مئة وستين مليون ريال ((660)) وقد رأيت هذا في صورة من ميزانية الشركة لعام 2009م

مع أن ميزانية المشروع المرصودة ست مليارات وست مئة مليون ريال . ويبدو الفارق ضخم إذا ثبت أن هناك سرقة فعليه .

ولكن ربما يكون المبلغ المعلن من الشركة الصينية تكلفة مرحلة من مراحل المشروع . بينما المبلغ المعلن من قبل القائمين على المشروع في الحكومة يشمل كامل تكاليف المشروع. فأنا لم استطع الوصول إلى الحقيقة سوى سماع الإشاعات من هنا وهناك.

ولكن في مشاريع مثل هذه لا تقل فيها الأموال المهدرة عن مئات الملايين.

وأنا هنا لا أقول أن جميع المقاولين متهمين بالسرقة  . فهناك من يعمل بإخلاص وأمانه

ففي نهاية المطاف مهندسي الجهات الحكومية هم الذين وضعوا المخططات وهم من يُـقدرون تكلفة المشروع  التقريبية بعد دراسات كثيرة ومتعددة ولجان هندسية ومستشارين هندسيين وقد يستعان بشركات هندسية من الخارج  لتقرير الكميات والأسعار.

والمقاول يضع أسعاره بناء على جداول الكميات والمواصفات المطلوبة التي وضعت في كراسة أي مشروع من قبل الجهة المعنية.

وفي  بعض الأحيان يخسر المقاول بسبب التكاليف الإضافية التي لم تحتسب جيدا.

فنحن نذكر أزمة الحديد وكم خسر المقاولين فيها من ملايين بسببها.

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في أغسطس 30, 2010 في الساعة 8:14 م ومصنف بهذه التصنيفات: عام. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

15 تعليق على موضوع “السرقات الحلال”

  1.   ماجد | يوم 30 أغسطس, 2010 | الساعة 8:38 م  

    يعني يا ماعون تبي تبري نفسك
    انت مقاول واكيد تسوي مثلهم
    مسوي بريء هههههههههههههههه
    عموما البلد صاير ملطشه لكم يا رجال الاعمال
    الله يريحنا منكم
    اعذرني على صراحتي بس احس بحرقه على اللي جالس يصير

  2.   ماعون | يوم 30 أغسطس, 2010 | الساعة 11:46 م  

    ههه ماجد الاتهامات جاهزه عندك
    انصحك تترك الحرس وتصير مدعي عام
    وعلى فكرة لولانا للحين ساكن في خيمه
    اخ وصديق يا ماجد
    اتشرف بدوام حضورك للمدونه

  3.   خلود 99 | يوم 31 أغسطس, 2010 | الساعة 1:37 ص  

    موضوع جميل جدا استفدت منه كثيرا 🙂
    واعجبني الحوار مع المعلق ماجد
    ماشاءالله عليك ماعون
    مثقف واديب وكاتب موهوب ورجل اعمال ناجح
    أتمنى لك التوفيق الدائم 🙂

  4.   ماعون | يوم 31 أغسطس, 2010 | الساعة 1:45 ص  

    شكرا لك اختي خلود
    ماجد يحب يكبرها انا من الكتاكيت الذين اشرت اليهم بالمقاله ههه

  5.   علي جمعة الخضر العلي | يوم 31 أغسطس, 2010 | الساعة 7:25 م  

    هذه الأمور لاتندرج تحت اسم قامة السرقات ونطلق عليها اسم السرقات الحلال مع إحترامي الشديد للأخ الكاتب هذه تسمى شطارة من التاجر أو المقاول وبالعكس هذه أمور حلال 100%
    لأنه لايوجد شيء اسمه سرقة حلال فالسرقة سرقة بغض النظر عن التسمية وكما يقول المثل التجارة شطارة
    ولو أدرجنا هذه الأمور تحت اسم السرقات الحلال لكان كل الذين ينفذون المشاريع سارقين وغير هذا كان الشعب مات من الجوع .

  6.   vip | يوم 31 أغسطس, 2010 | الساعة 7:52 م  

    ما خرب البلد الا هالسرقات
    ميزانياتنا راحت بجيوب التجار والمقاولين
    ولا راح ننجح الا لما نحارب الفساد الموجود

  7.   سعيد الحظ سعيد | يوم 31 أغسطس, 2010 | الساعة 7:53 م  

    الثوب وسيع وطويل كثير علي يا عزيزي ماعون

    وأنا يادوب أجرجر أقدامي وسمع مسيري الغاط في نوم عميق
    وأخاف أتعثر
    ولو طحت رفيقة دربي أول ضحية فليس لها إلا هذا السبع

    أنا أستطيع عقد محاكما بأثر رجعي للعهود العثمانيه فما قبل
    أولا لأنهم أموات وما فيه واحد منهم بيقو لي ثلث الثلاثه كم
    وقد سبقني لمحاكمتهم غيابيا الرحابنه وفيروز
    في ناطورة المفاتيح والبلديه وبياع الخواتم والإمبراطور جد فيروز
    التي كانت ممنوعه في مصر لحد الثمانينات
    وأستطيع محاكمة من لم يصل بعد ومن ليس له أب وجد حاضران معنا يتربان لزواج أبيه

    أما ما بينهما فأخوك بالذات هذه العشر العظيمه محبط لأني قابلت هذه الشبكه معظم ساعات رمضان
    وكأن المصحف ديكور بل كان كذلك

    ولذلك ترى الخور والهلع يتسرب لنفسي من حيث أدري ولا أدري
    فألحق نفسي وأنشغل إعتابرا من هذا الليله الفضيله
    وحتى عيد الجووائز جعلنا الله وغياكم من الفائزين وعم بذلك كل صالحي المسلمين الصادقين
    ولعلني أستعيد سيئا من نشاطي بعد العيد
    لأني سأكون مشغولا بالبحث عن وظيفه جديده

    كل عام وأنتم بخير أخوكم سعيد الحظ

  8.   زهرة الاقحوان | يوم 31 أغسطس, 2010 | الساعة 10:43 م  

    موضوع شيّق جداً ،، ومعلومات للمرة الاولى اعرفها << شكلي اترك الدراسة في الجامعة واصير سمسارة!!هههه
    << جزاك الله خيراً \ فعلاً التجارة شطارة !!

  9.   ابو جـنـى | يوم 1 سبتمبر, 2010 | الساعة 6:32 ص  

    ماعون أنت مثل الي ركبنا بصندوق العراوي

    وراقى بنا كوبري وفرجنا على الرياض ثم نزلنا تحت

    ونحن لاحديد لنا ولا بلك

    وعساك من المقبولين

  10.   دب قريح | يوم 2 سبتمبر, 2010 | الساعة 4:34 م  

    ماعون ابي سلف ولا تقول ما عندي

  11.   wise nana | يوم 5 سبتمبر, 2010 | الساعة 12:20 م  

    طيب الشركات الي تاخذ المشاريع وتنفذها لازم يكون لها ربح … هل هناك نسبة معينة يعني ؟

  12.   ماعون | يوم 5 سبتمبر, 2010 | الساعة 2:08 م  

    حياك الله اختي معنا في ماعونيات
    بالنسبة للارباح في المشاريع الحكومية عند داسة اي مشروع تضع الحكومة 30% ارباح للمقاول
    طبعا المقاول يستطيع رفع هذه النسبة الى 50% حسب امكانيات منشأته شطارة مهندسيه

  13.   AZIZGO | يوم 9 سبتمبر, 2010 | الساعة 6:29 ص  

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,و تحيه طيبه

    شكرا لك اخوي ماعون على الدعوه واتمنى ان نستمتع معكم ومع الاخوه الافاضل بكل موده ووفاء

    وموضعك جميل لاكن وبدون زعل (الى مايخسر مايربح) والعيشه تبي وفتح بعين وغمض بالثانيه ومشه وعساك سالم الخساره بالعمر وذا سلم العود الحال تعود …. وتحياتي عزيز قو

  14.   هاديعادي | يوم 10 سبتمبر, 2010 | الساعة 11:27 م  

    عيدكم مبارك ، وكل عام وأنتم بخير ، أنا حديث التسجيل في الموقع ، أسمحوا لي أن أكون بينكم !!
    بالنسبة للموضوع أعلاه ، الأخ ماعون تطرقت لموضوع يخص مؤسسات الدولة ، ولا أعتقد ان هذه المؤسسات لا تعرف ماذ يحدث ، فالمسئولين في هذه الأجهزة هم من يدير هذه العمليات .
    ولو تحدثنا وناقشنا الموضوع ووضعنا الحلول ( التي يعرفونها جيدا ) لما إلتفت أحد إلى ما نطرحه ونناقشه ، فالمال اعمى بصيرة الكثيرين ، ولم يردعهم الخوف من الله .
    والمسئولين المخلصين في الدولة عاجزين عن التحكم بهؤلاء ، فهم فوق النظام ، وخط أحمر ، ولاى يمكن محاسبتهم ، ناهيك عن معاقبتهم .
    الخدمات الحكومية تسير من سيء إلى أسوأ بسبب الفساد ، ولا أشبه السعودية إلا بالجماهيرية الليبية ، دولة غنية ، مساحة شاسعة ، عدد السكان قليل ، ومع ذلك : بطالة ، وفقر ، ومشاريع لا يستفيد منها إلا القلة القريبة من النظام .

  15.   محمدالماجد | يوم 22 سبتمبر, 2010 | الساعة 6:13 ص  

    مكة اعرف بشعابها..

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0