قاتل الله السفر

27 يوليو, 2010

قاتل الله السفر ….. جعل اقواما يكتشفون امورا كانت عنهم مغيبة .. كنا نسمع بعض مسؤلينا وهم يخرجون علينا صباح مساء ليتحدثوا عن كل جميل احدثوه في فترة ادارتهم لمنشاة او وزارة او هيئة او ادارة صغيرة .. كان عندنا اكبر مطار في العالم , واكبر استاد رياضي في التاريخ , شوارعنا ليس لها مثيل في الكوكب الصغير, خدمات الماء والكهرباء لايجارينا فيه احد حسب علم المسؤل وقت التصريح(حتى لايحرجه احد عام 2100للميلاد لوخرج الاحسن) كنا نعتقد ان اخر نظام ينقصنا هو ربط الحزام , فتم تطبيقه والحمد لله, اما السياحة في بلادنا فحدث ولاحرج , فلاشيء افضل من نظام الفنادق والشقق ولااحد احسن انتظاما من ملاك القرى السياحية , ولا شيء انظف من منتجعات الطائف وابها وشواطىء جدة والشرقية… كنا نظن اننا لن نهنأ براحة ان قفزنا البحر ولن نجد اخلاقا اذا تجاوزنا الحدود,, ثقافة غذيت بها عقولنا في وسائل الاعلام , وتصريحات مسؤلين غير مسؤله, وثقافة شعرية مترهلة بزمن الماضي البئيس , الزمن الذي يسبق الريموت . وطائرات السفر لشركات متعددة تفتح لك ابوابها دون ان تقول لك كلاما (نعتز بخدمتكم) بل تصدقه بالفعل الحقيقي!!

كنا نظن ان الماء القراح لن نشربه ان تركنا اهلنا , وان الاكل الصحي لن نجده في غير مطاعمنا(قبل جولات البلدية الاخيرة) كنت اظن وكنت اظن وخاب ظني ؟؟ واحسن الشاعر لو اراد بها ظننا الميت المسكين!!

قاتل الله السفر ….. هدم كل الظنون , واحرق (ديسك) المعلومات السابقة , ليصدمني بدول فقيرة تملك قطارات ارضية متطورة تسير بدقة ونظام ,, واخرى لديها استاد رياضي يتسع لمائة الف متفرج مع انها فقيرة جدا!! وثالثة تملك نظاما سياحيا يحترم الانسان قبل ان يخرج بطاقته البنكية او محفظة نقوده… لاتجد فيها استفزازا سياحيا لانسانيتك ولااستهجانا فكريا لطلبك , ورابعة ولدت قبل سنوات فهي من احفادنا في العمر تملك نظاما لتسيير حياة من على ارضها بكل دقة واتقان فلست بحاجة الى قاموس الثناء والاستعطاف للموظف او المسؤل !! بل يكفي ان تقدم اوراقك كاملة ولو كنت اخرسا!!

قاتل الله السفر….علمني ان الاتصالات في العالم قديمة وان معلوماتي عن الهاتف وشبكته والانترنت وسرعته معلومات قديمة قبل عصر الاصفار في عام 2000 المخيف لنا؟؟؟

وعلمني ان قيادة السيارة فن وذوق واخلاق … ولاخوف عليك البته ان وقعت في يد رجل المرور لانه سينزل اليك مستاذنا في طلب هويتك ويشرح لك اسباب الخطأ معتذرا اليك ان كانت دقات قلبك قد زادت عن الوضع الطبيعي!!

وعلمني السفر قاتله الله ان الصحة تاج .. والمستشفيات كثيرة تفتح لك الابواب .. والاستقبال في تلك الفنادق.. اسف المستشفيات يزيل خمسة ارباع المرض عنك قبل ان تقابل الطبيب الذي اعتذر اليك لانه تأخر عشر دقائق.

علمني السفر ان الصباح الباكر متعة لاتعكرها الطرق المخيفة والزحام الخانق في بلدة يسكنها اكثر من عشرين مليون نسمة يتحركون صباحا الى اعمالهم بكل راحة ويسر يحملون معهم تفاحة يأكلونها في سياراتهم حتى لايحتاجوا للطبيب الف يوم .

قاتل الله السفر … اراني معالم البلدان التي مضى عليها الاف السنين دون ان يكون مكتوبا عليها( بالبوية) عاش مروس ويسقط النمل واموت فيك…….. بلدان عمرها قديم تحافظ على كل ماتملك ويحمل لها هوية.

علمني السفر ان لااحزن لاني احتجت ان انتقل من بلدة الى اخرى داخل احدى الدول فبحثت في هاتفي عن ارقام اصدقائي ليفزعوا لي في الحجز .. تذكرت انهم في بلدي !!! توجهت للمكتب فقال لي أي شركة تريد واي وقت تريد واي سعر تريد واي خدمة تريد؟؟ هل هذه حقيقة ام سخرية؟ لا ياسيدي ! (لاحظ العبارة) عندنا اكثر من خمس شركات طيران فاي شركة تريد؟؟

قاتل الله السفر… كشف لي ان التجار اوفياء ليسوا لصوصا .. فالبضائع المتاحة واضحة والرقابة عالية والزبون هو صاحب الحق .. فلك ان تشتري سلعة وتعيدها متى شئت !! وان تدخل المحل التجاري لتجد المعروض امامك بكل وضوح ودون دجل … وتختار من البضائع ومن الصناعات ماشئت بقدر مالك .

ايها السفر لاتفرح علينا كثيرا فليس في اروقتك اعظم واشرف واكرم بقعتين مكة المكرمة والمدينة المنورة فلهما نسافر ومن اجلهما نتوجه مهما حصل فهما الاعظم والاكرم والابقى …. نسينا في حبهما كل الصعاب وتجاوزنا في سبيلهما كل المشاق .. ادام الله عليهما نعمة الاسلام والامن والامان .

فهد بن عبدالعزيزالسنيدي

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في يوليو 27, 2010 في الساعة 10:37 م ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

7 تعليقات على موضوع “قاتل الله السفر”

  1.   محمد الماجد | يوم 30 يوليو, 2010 | الساعة 5:14 م  

    لا يا شيخ فهد …

    السفر نسأل الله أن يبقيه حيا صحيحا حتى نكتشف الغلاف الخارجي لما نحن علية .. حتى تنفقع فقاعات الأمال الكاذبة لدينا ..حتى نعرف حقيقة تخلفنا …

    ابقى الله السفر لي صديقا …

  2.   سعيد الحظ سعيد | يوم 6 أغسطس, 2010 | الساعة 1:41 م  

    لي سؤال
    أين نشر هذا المقال
    ومت

    أما النظام من الألف إلى الياء فهو أمر نسبي ليس يمن يوم وليله يتغير كل شيء

    النظافه التي تحدث عنها المقال أمر مشترك

    دمر خدماتها المواطن والمقيم والسائح الداخلي بنسبة 99 % بجداره وبدم بارد
    أكياس بلاستيك التسوق بألونها الها المتعدده أضحت تخفي خلفها أغصان الشجيرات المتبقيه من العبث بالغابات وبأيدينا
    ألقاء بقية الطعام في أي ظل أو مكان من المنتزهات العامه وحتى قضاء الحاجه لأن الخدمات التي تم تجهيزها كمرحلة تجريبيه تعرضت للعبث المقصود أحيانا
    وليس آخر ما نشتكي الكتابات لكن النابية منها تشي بالصورة الي تربى عليها أبناؤنا

  3.   joee2010 | يوم 7 أغسطس, 2010 | الساعة 3:15 ص  

    كلام جميل اعجبني ..صريح ,صادق, وجرئ

  4.   ريم العامري | يوم 7 أغسطس, 2010 | الساعة 5:36 م  

    أحببت لو كان عنوان المقالة “أثاب الله السفر ” فبفضله أزيل عن اعيننا الغشاء الذي دأب المسئولين لدينا خلال العقود الماضية على نسجة ..حتى شاء الله بقدرته أن يعود العرب كما كانوا قديما رحالة يجوبون أرض الله الواسعه فتكشفت لديهم خيوط تلك الأكاذيب التي يهذي بها المسئولين لدينا طلبا “للترزز ” فقط أمام عدسات الكاميرا .. ولا تتعدى خطاباتهم الحبر على الورق ..
    مقال أكثر من رائع .. دمت أخي بكل ود وإحترام ..

  5.   Goodman | يوم 18 أغسطس, 2010 | الساعة 4:49 ص  

    فَبَاضَ وَفَرَّخَ في صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ في حُجُورِهِمْ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ، وَنَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ..
    نحن بحاجة لعدة عقود لإعادة البرمجة ..

  6.   $إلياس القرشي$ | يوم 21 أغسطس, 2010 | الساعة 1:37 م  

    يارجل أستغفر الله ربك كيف تقول قاتل الله السفر ياأخي السفر فضيلة لايجوز لك تقاتله بالقول ولا بالفعل ومعروف أن السفر أحب الأعمال التي يقوم بها عبده خصوصا غذا هجرته إلى الله ورسوله أ ولاتكن من الجاهلين ياأخي وبعدها اكتب مايحلو لكقراء عن السفر وفضائله بالدين

  7.   ابو جـنـى | يوم 23 أغسطس, 2010 | الساعة 3:21 ص  

    عليييييييك حركآآآآآت ياماعون !

    تقصد توبة الدكتور/ فهد بن عبدالعزيز ……… من السفر ؟؟


    فهذا شي طبيعي انه يحرّم على نفسه السفر ، وهو يتمتع بخدمات الافق داخل مملكتنا الحبيبة ، فأينما ذهب وجد الترحيب فهو معروف لدينا “مذيع في فناة المجد” ، فهو يتعقب “الطابور” اقصد النظام ويجد التسهيل حتى في محطات البنزين .

    وحينما ذهب الى الخارج ، فقد تلك الميزة فلم يجد نفسه سوى سائح كأي سائح لا أكثر ولا أقل .

    اكيد سيعلن التوبة ولو كنت مكانه لقلت أن السفر قطعة من العذاب ….

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0