التعدد حق للطبقة الأرستقراطية فقط

24 يوليو, 2010

 
بالأمس أعني يوم الثلاثاء كتب الليبرالي سليل الطبقة الأرستقراطية محمد آل الشيخ مقالاً يوزع الحقوق على حسب الأرصدة.. إنه ابن “آل الشيخ” صاحب الدم الأزرق.. ولسنا نحن الكادحون من الطبقة العاشرة.. عزيزي المواطن البسيط .. هل تعلم أن بعض حقوقك سيسلبها منك ابن “آاااال الشيخ” لأنك لاتملك مخصصات تؤهلك أن تكون إنساناً مثله؟!
إنها ليبرالية العرش.. المضمخة بزعفران الدرعية.. وليست ليبرالية بند الأجور ..
يقول محمد آل الشيخ في مقاله المعنون بـ (تقييد تعدد الزوجات بإثبات الملاءة) في جريدة الجزيرة:
(ونظراً لكثرة تعدد الزوجات دون أن يكون الزوج قادراً مالياً على الاضطلاع بمسؤولياته التي يفرضها مبدأ (العدل) بين الزوجات، وما قد يترتب على ذلك من تبعات قد تمس حقوق الزوجة السابقة واللاحقة، أن يُقيد الراغب في التعدد بإثبات ملاءته المالية (قضائياً) قبل أن يُسمح له بالتعدد. فإذا ما رغب أحد بالزواج من ثانية فعليه أن يتقدم إلى المحكمة، ويثبت ملاءته شرعاً، فيكون بذلك مؤهلاً شرعاً للتعدد) [الجزيرة، 19محرم 1431]
 
لأن “ابن آااال الشيخ” تأتيه فيزة السائق بينما هو واضع رجلاً على رجل في استراحة قصره الجانبية يقلب ريموت القنوات .. ولأن ابن آل الشيخ يملك سيارة عائلة إضافة لسيارته الشخصية السنوية .. ولأن ابن آل الشيخ تأتيه مخصصات بحسب قربه من نسل المجدد رحمه الله.. ولأن ابن آل الشيخ يرى أن العدل على قدر الجيوب لا على قدر الأخلاق.. ولأنك لاتملك عزيزي مواطن بند الأجور كل مامضى .. لذلك يحق لابن آل الشيخ أن يصبّح عروساً ويمسّي أخرى.. بينما يجب عليك أنت أن تنام باكراً وتحمد الله على نعمة الأمن!
 
لأن ابن آل الشيخ يستطيع أن يعشّي عروسته في أفخم المطاعم .. بينما أنت لاتملك إلا وجبات التميس تخالف بين انواعها تارة بالسكر وتارة سادة وهذا كل مالديك.. فمنطق ليبرالية العرش يقتضي أن تتلطم ببطانيتك وتستحي على وجهك..
 
صارت قيمة المرأة في منطق ليبرالية نوافير العيينة هي حجم دفاتر الشيكات لا حجم الأخلاق!
صار العدل الذي ذكره الله في القرآن فرع عن الفساد المالي لا فرع عن الأخلاق الحقيقية للرجل .. بمعنى كلما صرت فاسداً مالياً أكثر صرت أكثر عدلاً .. وتستحق عروسة لذلك! هذا منطق ابن آااال الشيخ ..
 
سيصبح التعدد حينها قصصاً أسطورية سرية نتداولها نحن البسطاء عن الطبقة العليا التي لانستطيع أن نقترب منها.. سيصبح التعدد موضوعاً مليئاً بالأسرار.. سيصبح خبر الزوجة الجديدة مادة للإشاعات عن زيادة أرصدة المتزوج! .. سيصبح التعدد سوق أسهم يرتفع وينخفض حسب الملاءة.. وسنكون نحن نتلذذ فقط بمشاهدة الشاشة ونتخيل.. ونتخيل.. ونتخيل…
 
محمد آل الشيخ الذي يسكّتُك بنفوذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب بينما هو يوزع علينا فولتير .. صار اليوم يتحدث بمنطق مفاتيح تنوء بها العصبة أولي القوة!
 
هذه المرة يقول لنا “محمد آااال الشيخ” من أراد أن يعدد فليصور حساباته البنكية ويقدمها للقاضي ليسمح له لأن “التعدد فرع عن الملاءة” .. ربما غداً سيقول لنا: من أراد أن يسافر للخارج فليذهب للجوازات ويثبت ملاءته وأنه قادر على مصاريف السفر.. ومن أراد أن يشتري سيارة فخمة فليذهب للمرور ويثبت ملاءته ليكون قادراً على صيانتها.. ومن أراد أن يشتري أرضاً فليذهب لكاتب العدل ويثبت ملاءته بأنه قادر على بنائها.. وهكذا يجب علينا أن نبقى في شققنا المستأجرة ونشتم الإرهاب فقط، ولاحق لنا في الحياة التي يتمتع بها محمد آل الشيخ وطبقته الأرستقراطية!
 
محمد آل الشيخ قبل أسبوع يسخر بالشيخ المنجد لأنه ليس سعوديا.. واليوم يسخر بالسعودي الفقير لأنه لا يملك مالاً.. هذه هي الليبرالية التي لم تولد في مستشفى الشميسي!

عبدالله الناصر

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في يوليو 24, 2010 في الساعة 12:54 م ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

2 تعليقان على موضوع “التعدد حق للطبقة الأرستقراطية فقط”

  1.   محمد الماجد | يوم 30 يوليو, 2010 | الساعة 5:21 م  

    لا غريب فهو الذكر محمد آل الشيخ

  2.   ريم العامري | يوم 7 أغسطس, 2010 | الساعة 5:56 م  

    أستغرب فعلا هذا الهجوم على رأي أبداه هذا الشخص بكل بساطه .. نحن لا ننكر أن القدرة المالية لها دور كبير في مدى قدرة الرجل على الزواج بأخرى ,,(رغم تحفظاتي بهذا الشأن والتي لا يسعني هذا المنبر لذكرها) وإلا عندها ستكون الكارثة ,اذا كانت بإستطاعة أي رجل الزواج متى شاء وكيفما شاء رغم فاقتة المالية فمن أين له أن يصرف على زوجاتة و أبناءه والذين ستكون أعدادهم بالعشرات بكل تأكيد!!! ,,
    الإجابة بكل بساطة هي أن يتيهون في الشوارع قبل أن يضيع مستقبلهم الدراسي فلا اهتمام ولا رعاية ..! متى نعي نحن أن الله سبحانه وتعالى إنما شرع تعدد الزوجات ليس تدليلا للذكور من باب وللرجال على النساء درجة .. مطلقا الأمر ليس كذلك ,, بل شرعه جل في علاه مراعاة لظروف قد تحدث لاحد دون الآخر !! كمرض زوجته أوخلافه .. بئسا لأولئك الذي يفهمون الشرع على مزاجهم !!

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0