أرقام على الهامش

13 يونيو, 2010

لست مغرمة بالأرقام , وبصراحة أكثر فاني امقتها و كنت على الدوام اعتبرها ماكرة و خادعة برغم كل المحاولات لإقناعى بشفافيتها ومصالحتها و لا ادري إن كان مرد ذلك إلى إحباط مبكر من مدرسة الرياضيات من سنين خلت حيث كانت تسوق لنا مثالا تشرح فيه انه إذا كان بوسع عامل واحد بناء جدار في ساعة فان عاملين من نفس المستوى ينجزان المهمة بنصف ساعة فما كان مني إلا إن تدخلت قائلة:
معنى هذا أن أربع عمال يبنون الجدار بربع ساعة , هزت المدرسة رأسها إيجابا مما شجعني للمضي قدما في استنتاجاتي مضيفة
و ثمان عمال في ثلاث دقائق و نصف و ستة عشر عاملا….
و مع كل حسبة جديدة كان وجه المدرسة يمتقع أكثر حتى خلصت إلى انه بوسع ثلاث آلاف عامل إنهاء الجدار بثانية واحدة و انفجرت القاعة بالضحك قبل أن أجد نفسي أمام حضرة الناظرة مهددة بالفصل إذا ما تكررت الحادثة مع ضرورة حضور ولى الأمر
من يومها قررت مقاطعة الأرقام و الآن و بعد مضي كل تلك السنين راجعت نفسي قائلة إذا كانت هذه المعلمه لم تقدر عظمة نظريتي فما ذنب حرمان الآخرين من موهبتى الرقميه, و حتى لا نطيل أكثر قررت إنهاء هذه الحرب و بدء صفحة جديدة بمصالحة تنطلق من تساؤل:
إذا كنا ننتج اثنا عشر مليون برميل نفط يوميا و إذا كان عدد السكان هو أربع و عشرين مليونا فان نصيب الفرد السعودي هو نصف برميل يوميا فإذا اعتبرنا مائة دولار هو سعر وسطي للبرميل الواحد مع مراعاة الهبوط و الصعود فان ما يجب أن يتحصل عليه كل سعودي هو خمسين دولار يوميا أي ألف و خمسمائة دولار شهريا لكل شخص, فإذا كان هناك أسرة مؤلفة من خمس أشخاص يعيلها شخص واحد و هو الأب فيجب أن يتقاضى سبعة آلاف و خمسمائة دولار …في الشهر
فإذا راعينا مسألة البطالة التي يقولون إنها بلغت ثلاثين في المائة (على أساس أن البطاله لا تدخل فى احصائيات الدخل الفردى للموظف ) و أنا بصراحة لم أكن أريد ذكر الرقم خوفا من الحسد – أي هناك ثلث الأيدي العاملة خارج القسمة و هذا معناها أن السبعة آلاف و خمس مائة يجب أن تصل العشرة آلاف دولار فإذا ما أضفنا لها ألف دولار أخرى ناتجة عن موارد أخرى إذ لا يعقل إننا مخلوقات نفطية فقط و هذا معناها أننا أمام دخل فردي هو إحدى عشر ألف دولار شهريا واذا قسمنا الرقم الى النصف لنلبى بالباقى حاجة الوطن من تنميه وتطوير ومصاريف اخرى ليبقى خمس الاف دولار وخمسمائه وبهذا سنحتل المراتب الأولى من حيث معدل الدخل الفردي في العالم …و مع ذلك فإننا بالكاد في المائة الأولى ..غريبه
ختاما –
يبدو أني تسرعت في مصالحة الأرقام …و لتكن نهاية هذه المقالة بداية قطيعة جديدة يعلم الله وحده متى ستنتهي …هل فيكم من يريد الانضمام إلى صفوف المقاطعة..

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في يونيو 13, 2010 في الساعة 10:01 م ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0