رائد الفكر السياسي الحديث

7 يونيو, 2010

تنوعت الأعمال الريادية في المجتمعات الأوروبية منذ القرن الخامس عشر متعاصرة ومتتابعة واستجاب لها الأوروبيون استجابات عامة قوية تمخضت عن جيشانِ عارم في أوروبا كلها فتدفقت عطاءات عظيمة وتجمعت أنهار هذه الريادات المستجاب لها لتثمر هذه الحضارة المعاصرة الاستثنائية الفريدة وما تتضمنه من تغيرات نوعية هائلة في الحياة الإنسانية إن مجتمعات أوروبا الغربية تجمعها عموماً ثقافة واحدة فهي كلها تنتمي للثقافة اليونانية الرومانية لكن لكل منها بعض الخصائص والمزايا التي تنفرد بها عن بقية المجتمعات الأوروبية الأخرى وهذا الاتفاق العام مع الافتراق في بعض المزايا قد منح أوروبا ميزة فريدة في المرونة والتكامل فالرائد في أي مجتمع أوروبي قد لا يستجيب له وطنه لكنه يجد استجابة كافية وفاعلة ومثمرة في وطن أوروبي آخر. إن الرائد الإيطالي مثلاً الذي يرفضه الإيطاليون لن يبقى حسيراً وإنما يستجيب له المجتمع الإنجليزي أو الفرنسي أو الألماني ثم تمتد الاستجابة فيما بعد إلى أوروبا كلها بما فيها وطنه وبسبب هذا التكامل الثقافي وما نتج عنه من تنوع وتداخل وتعاضد وامتزاج وجد الرواد الأوروبون استجابات ايجابية كافية في معظم الحالات أدت وتؤدي إلى استثمار رياداتهم بأعلى المستويات الممكنة فالمجتمعات الأوروبية تسير خلف الرواد فتطبق أفكارهم وتواصل تطوير وتنمية واستكمال جهودهم.

وقد كانت الريادة في الفكر السياسي من أهم الريادات في أوروبا ومن أشدها تأثيراً وأقواها فاعلية لأن السياسة هي التي تقود المجتمعات نحو التقدم والازدهار أو تُبقيه متخلفاً أو تدفعه نحو الهاوية والاندحار فرجل السياسة بالنسبة للمجتمع يشبه قائد الطائرة أو سائق القطار فهو الذي يحدد المسار ومقدار السرعة ومحطات التوقف ووقت الانتظار أما الفرق بين قيادة المجتمع وقيادة القطار فهو ان الناس يركبون القطار برضاهم ولأهداف هم حددوها أما موقف المجتمعات المتخلفة من قياداتهم فإنه في غالب الأحوال يشبه موقف ركاب طائرة مخطوفة فما يجري هو ضد إراداتهم أو على الأقل لا خيار لهم فيه والأسوأ من ذلك أنهم بالاعتياد يتآلفون مع الواقع المفروض عليهم ويذوبون فيه فيصبح مصدر فخرهم وليس سبباً في امتعاضهم فيستميتون في الولاء له والدفاع عنه مما يضمن له الاستمرار!! ومن هنا كانت الريادة في الفكر السياسي هي الأكثر أهمية والأشد تأثيراً وكما يقول ريتشارد ستيفن ونورتون فريش في كتابهما (الفكر السياسي الأمريكي): (فإن الفرق بين أفضل البلدان وأسوأها يأتي بشكل رئيسي من الفرق في نوعية رجال الدولة لديهم ولا شك ان أي شخص يلقي نظرة عابرة على الأمور لابد ان يرى رفاه أي بلد يعتمد على نوعية الرجال الذين يدخلون أو يخرجون من المكاتب السياسية) وقبل ذلك كتب الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: (لقد أصبحتُ أدرك ان كل شيء مرتبط ارتباطاً جذرياً بالسياسة فحيثما اتجهنا سندرك ان كل شعب لن يستطيع ان يمثل غير طبيعة الحكومة التي صنعته) إن هذه الأهمية المحورية للعمل السياسي تقتضي ان يكون الوعي السياسي عند الجميع هو الوعي المحوري والأساسي وأن يكون هو الأشد نضجاً والأوسع أفقاً والأكثر موضوعية ودقة وتحرياً للحقيقة لأن النتائج إما ان تكون عظيمة أو تصير كارثية ولكن الوعي السياسي لا يعني التحدث في الشأن السياسي من غير علم ولا بحث ولا استقصاء ولا تحقق فالحديث من هذا المستوى المرتجل يلحق أفدح الضرر لأنه يتناول قضية محورية بسذاجة ويقيِّم أعمالاً كبيرة دون معرفة ممحصة وإنما يطلق المرء لسانه ارتجالاً أو ينساق خلف ثقافة التذمر الارتجالي فيتحدث في كل الأمور تقييماً وتجريحاً ويغفل عن أنه يتحدث عن قضايا محورية لا يصح الكلام فيها إلاّ بعلم وبعد استقصاء وتثبت فأمراض المجتمعات ليس من السهل تشخيصها ولا تحديد أسبابها فهي تخضع لعدد كبير من العوامل المتشابكة الخفية مما يستوجب الابتعاد عن الأحكام المرتجة لأن الأخطاء في هذا المجال تضلل الناس عن الأسباب الحقيقية لما هو كائن وتعوق الانطلاق نحو ما يجب ان يكون.

ويعد المفكر الإيطالي نقولا مكيافيللي الرائد المؤسس لعلم السياسة الحديث لأنه نزع عن الشأن السياسي الهالات التي كانت تحيط به وعراه من الخيالات والأوهام التي كانت تحجبه عن أنظار الناس وبذلك أصبح هذا الشأن المحوري موضوعاً للتأمل والملاحظة والتقييم والبحث والدراسة والتحليل والنقد وبات يتعامل معه الدارسون والمهتمون كما هو في ممارساته الظاهرة والخفية وبمنتهى الواقعية المستطاعة من دون تعال يخفي الحقيقة ومن غير هالات تخدع الأنظار فلم يتعامل مكيافيللي مع السياسة كشأن يتعالى على التعليل وإنما اعتبرها شأناً إنسانياً محضاً وقد أقامها على فهمه للطبيعة البشرية بكل ما تشتمل عليه من غموض وتعقيدات وتقلبات وتنوعات ونقائص وبذلك صار للسياسة علم مستقل ثم تفرع هذا العلم إلى عدد من العلوم الفرعية أو الحقول التخصصية.

كان السابقون لمكيافيللي يخلطون بين ما هو كائن وما يجب ان يكون ولم يؤسسوا رؤاهم على فهم عميق للطبيعة البشرية ولا على ملاحظة سلوك الناس واستجاباتهم النمطية في المواقف المختلفة وإنما كانوا يرتجلون تقييماتهم بدوافع أخلاقية منبثقة من رؤية معيارية وليست ناتجة عن فهم للإنسان ودوافعه ورغباته وأهوائه وغرائزه ولا عن تفهم للكوابح التي تعترضه فلم تكن الرؤى علمية ولا هي قائمة على تحليل للواقع وملاحظة الظواهر ومقارنة النتائج وإنما كانت نصائح وعظية ارتجالية نمطية متوارثة فكان التعامل مع السياسة يتم بحذر شديد ويستخدم الايحاءات غير المباشرة بأسلوب كليلة ودمنة وما يماثلها!! فانتقلت بأفكار مكيافيللي من طابعها الغامض المقدس الذي لا يمكن الاقتراب منه وإنما ينظر إليه برهبة ومن بعيد فأعادها إلى الأرض ووصفها وصفاً واقعياً كما هي من دون خوف أو تزويق أو هالات أو تقديس وبهذا أخضعها للدراسة النقدية والبحث الموضوعي كأي شأن بشري آخر فجاء اللاحقون له وواصلوا تعميق وتوسيع هذا الحقل العلمي المهم وبذلك فإن جميع مراجع الفكر السياسي الحديث تعتبر مكيافيللي هو المؤسس لعلم السياسة فأهل هذا الحقل الإنساني للانفصال عن اللاهوت المسيحي أولاً ثم عن الفلسفة ثانياً ليصبح علماً مستقلاً يخضع للبحث الموضوعي والملاحظة والاستقراء وصولاً إلى قوانين ثابتة أو ما يقترب من ذلك مما يسمح بالتنبؤ بالنتائج وفقاً للظروف السائدة في كل مجتمع.

لقد كان مكيافيللي يدرك أنه يرتاد حقلاً مجهولاً ويكشف حقائق غائبة ويعري أحوالاً مغيبة ويمهد لنقلة نوعية في التعاطي مع الشؤون الإنسانية وأنه قد أتى بما لم يألفه الناس فيقول: (إني أخشى ان تعد كتابتي غروراً وأنني أدعي الاختلاف عن الآخرين لكن لأن قصدي هو ان أكتب شيئاً للذين يعملون فإنه يبدو لي أنه من الملائم ان أذهب عامداً إلى الحقيقة الواقعية للمسألة بدلاً من تخيلها لأن كثيرين تخيلوا جمهوريات وإمارات لم يروها ولم يعرفوا أنها موجودة بالفعل ان هناك بوناً شاسعاً بين كيف يعيش المرء وكيف ينبغي عليه أن يعيش حتى أن الذي يرفض ما يفعله الناس بالفعل مفضلاً ما ينبغي عليهم أن يفعلوه يسعى إلى حتفه بدلاً من بقائه) لقد نبه الجميع إلى غفلتهم عن الفرق بين ما هو كائن مما يجيش في الدنيا ويضطرم في الوجود ويختبئ في النفوس وما يهواه الناس وما يعيشونه فعلاً ويندفعون إليه تلقائياً انسياباً من طبيعتهم وتدفقاً مما تربوا عليه وتبرمجوا به وبين المثاليات التي لا توجد إلاّ في الخيالات والأوهام أو في بعض الكتب التي لا يقرأها أحد أو إذا قرأها أعجبته قولاً ولكنه لا يمارسها سلوكاً.

ولأن السياسة هي المحور الرئيسي الذي تدور حوله كل أمور الحياة الثقافية والاجتماعية والقضائية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والتربوية والعسكرية وغيرها من جوانب الحياة الإنسانية فإن تأثير مكيافيللي كان عميقاً وشاملاً وليس أوضح من عمق تأثيره وامتداده ما نجده عند أبرز رواد الفكر الحديث فرانسيس بيكون فهو يقول: (إننا مدينون بالفضل إلى مكيافيللي وأمثاله من الكتّاب الذي أعلنوا بوضوح وبغير تستر أو التواء عما يفعل الناس لا عما ينبغي ان يفعلوه لأن من المستحيل ان تجمع بين حكمة الثعبان وبراءة الحمام من غير معرفة سابقة بطبيعة الشر إذ بدون ذلك تبقى الفضيلة بلا حراسة أو حماية) ورغم ان جميع الدارسين والمهتمين يعترفون بالريادة الباهرة لمكيافيللي في تأسيس علم السياسة الحديث إلاّ ان بعض الباحثين والنقاد قد أساءوا فهمه وتناقل عنهم الآخرون سوء الفهم فصار عامة القراء وبعض الباحثين وعموم الناس لا يعرفون عنه سوى هذه الإساءة لأنهم لم يتوقفوا عند الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية المضطربة والبائسة التي أجبرته على بعض أفكاره كما أنهم تجاهلوا تأثيره الايجابي على مسيرة الحضارة الإنسانية وتحويله العمل السياسي من طابعه المقدس الذي يحميه من النقد ويسهِّل له الدوام من غير فحص ولا مراجعة ولا تحليل إلى طابعه الطبيعي الواقعي الذي يجعله شأناً بشرياً محضاً فيخضع للتحليل والنقد والتعليل وما يترتب على ذلك من الارتقاء بالفكر السياسي من مستوى الأمنيات والخيالات إلى مستوى العلم المبني على الملاحظة والاستقراء والوقائع والمقارنة والتقييم الموضوعي ويجعل الفعل السياسي شأناً عاماً يخضع للرقابة والنقد والتقييم والمحاسبة والضبط والتحديد بوصفه الأداء الأكثر مساساً بحياة المجتمع والأشد تأثيراً على أوضاعه في كافة المجالات.

إن علماء بارزين وفلاسفة عظماء قد أولوا مكيافيللي عناية شديدة قدروه أشد التقدير واعجبوا به أشد الاعجاب وأثنوا عليه وأشادوا بفكره ويكفي ان ننقل بعض ما قاله الفيلسوف الألماني الأكبر هيجل الذي كتب عنه يقول: (وإذا نظر إلى كتاب «الأمير» في قرينته التاريخية: إيطاليا المجزأة والمجتاحة والذليلة فإنه يخرج كتصوير رائع وصادق من قبل رجل ذي عبقرية سياسية حقيقية رجل من أعظم وأنبل العقول) إن هذه الإشادة من فيلسوف عظيم بمكانة هيجل وفرنسيس بيكون وغيرهما من عظماء الفكر الحديث تؤكد عظمة المكاسب الحضارية التي أسفرت عنها الريادة الفكرية الباهرة لمكيافيللي فلقد خلِّص الشأن السياسي من الأوهام وأنزله من عليائه وأحاله إلى سلوك بشري محض وبذلك نزع الهالات عنه وأبقاه عارياً تحت الأنظار لذلك كان أشد الناقدين له هم رجال اللاهوت المسيحي ورجال السياسة فرجل الدين الفرنسي جان ماريتان يرى ان أربع شخصيات بارزة كان لها الدور الأكبر في تأسيس ونشر النزعة الإنسانية في العصر الحديث وهم في نظره: نقولا مكيافيللي ومارتن لوثر ورينيه ديكارت وجان جاك روسو أما السياسيون الذين تصدوا للرد على مكيافيللي فمن أشهرهم ملك بروسيا (ألمانيا) فردريك الثاني حيث ألف كتاباً كاملاً في الرد عليه وهو كتاب مترجم إلى اللغة العربية.

إن مكيافيللي رائد بارز من رواد العصر الحديث وكانت ريادته بالغة الأهمية لأنه أسس أهم العلوم الاجتماعية لذلك فإن المؤلفات في تاريخ الفكر السياسي إما ان تبدأ من استعراض الأفكار الفلسفية في العصر الاغريقي أو تبدأ به هو إذا كانت مقتصرة على الفكر السياسي الحديث فهو دائماً في المقدمة تفتتح به المؤلفات فهو الاسم الأكثر وروداً وكما قال عنه الفيلسوف البريطاني ايزايا برلين عام 1950م: ((يوجد الآن أكثر من عشرين نظرية رئيسية في كيفية تأويل كتاب الأمير» و(المطارحات) وهناك أكثر من ثلاثة آلاف بحث عن مكيافيللي)) وما دام ان هذا الكلام قد قيل منذ ستين عاماً فإنه من المؤكد ان الدراسات عنه قد تضاعفت الآن وهذا يؤكد ان أفكار هذا الرائد المثير مازالت تحتفظ بالحيوية الشديدة والتأثير القوي فلم يك من قبيل المبالغة ان يقول عنه الدكتور جاد الكريم الجباعي في كتابه (المجتمع المدني: هوية الاختلاف): (مكيافيللي حقق إنجازاً على صعيد السياسة لا يقل عن إنجاز كوبرنيكوس على صعيد المعرفة فقد حرر السياسة فكتاب «الأمير» كان أول وأهم كتاب يعالج السياسة على أنها شأن بشري خالص) ان تطور أوروبا لم يتحقق بصعود تلقائي ولا بتعليم رتيب ولكنه كان النتاج العظيم لمنظومة متعاصرة ومتتابعة من الريادات الفكرية الخارقة التي أيقظت العقول وزلزت المألوف وتجاوزت السائد فلولا استجابة المجتمعات الأوروبية للريادات الخارقة لبقيت كغيرها تدور مع نفس المدارات العتيقة ولظلت الإنسانية كما كانت آلاف السنين ولكن قابلية الثقافات الأوروبية للتفاعل مع الريادات الإبداعية هو الذي منحها هذا الامتياز فقادت الحضارة الإنسانية إلى هذه التغيرات النوعية المدهشة.

إن آفة التقييم الكبرى هي التسرع والأحكام المسبقة ومن هنا أسيء فهم الاسهام الكبير الذي قدمه مكيافيللي للحضارة الإنسانية يقول الدكتور أديب نصور في كتابه (ميزان الدول): ((وقد أسيء فهم مكيافيللي بقراءة جزئية أو سطحية لبعض ما كتب ولا بد من الالمام بجميع مؤلفاته لمعرفة حقيقة فكره أما التقييم الصحيح فنجده عند بعض كبار الفلاسفة والعلماء المشتغلين بتاريخ الفكر السياسي)) إن مكيافيللي كان موضوعياً في رؤيته وواقعياً في تقييمه للسلوك البشري لقد كشف النفاق وأبرز تأثير الأهواء وتدل سيرته أنه كان عميق الوطنية وقد كانت إيطاليا في عصره متشرذمة فيما يشبه عصر أمراء الطوائف العربية في الأندلس وقد انتهى ذلك التشرذم إلى كارثة الهزيمة المنكرة والطرد المهين. لقد كان مكيافيللي يسعى لتوحيد إيطاليا وتخليصها من ذلك التشرذم وما نتج عنه من نزاعات مدمرة وخلافات موهنة أذلت إيطاليا وجعلتها نهباً للغزاة.

يرى جورج سباين في كتابه (تطور الفكر السياسي) ان مكيافيللي كان يعيش هم التمزق الإيطالي وكان يعتقد ان الكنيسة تقف خلف هذا التمزق ولم يكن يلوح في الأفق أية قوة مدنية تتجه لتوحيد إيطاليا مما جعله يقدم رؤيته في كتابه (الأمير) بهدف استنهاض زعامة قوية قادرة على تحقيق هذا الهدف الحيوي وكما يقول سباين: ((عانى الإيطاليون كل ما ينطوي عليه الطغيان من اذلال وظلم وتركت الانقسامات بين الطغاة الوطن فريسة للفرنسيين والأسبان والألمان)) ويقول سباين: ((كان فكره فكر رجل يعتمد حقيقة على التجربة التي اكتسبها نتيجة مجال واسع من المشاهدة السياسية ومجال أوسع من الاطلاع على التاريخ السياسي)) ويقول: ((كان يملك أعظم اتساع في النظرة وأوضح نظرة عميقة إلى الاتجاه العام الذي يسير فيه التطور الأوروبي) ان جورج سباين قد لخص أفكاره وناقشها في الجزء الثالث من كتابه الشامل عن (تطور الفكر السياسي) لكن المقال لا يتسع للمزيد في عرض تحليلاته ولا في اقتباس المزيد من الثناء على مكيافيللي والإشادة بريادته الخلاقة فقد كان من أبرز رواد القطيعة مع أفكار وأوضاع القرون الوسطى.

ورغم كثرة ما كتب عن مكيافيللي فإنه من المهم الإشارة إلى ما كتبه عنه الفيلسوف الألماني الكبير ارنست كاسيرر فقد خصه بفصلين كاملين من كتابه (الدولة والأسطورة) وهو يوضح ان كتاب (الأمير) قد: ((دُرس من كل زاوية وناقشه الفلاسفة والمؤرخون والساسة وعلماء الاجتماع ولا يقتصر الأمر على ما حدث من اختلاف في الأحكام الصادرة عن كتاب «الأمير» من قرن لآخر أو ربما من جيل لآخر فإن ما حدث كان انقلاباً تاماً في الأحكام بفعل الانحياز له أو بفعل كراهيته) هكذا هم الرواد يبدعون فيتركون الناس من بعدهم حولهم يتناقشون ويتدارسون ويتخاصمون ويبقون على مر الأجيال موضوعاً للنقاش والإضافة والاختصام.

ابراهيم البليهي

 

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في يونيو 7, 2010 في الساعة 11:22 م ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0