الدور الحقيقي للمثقف …!!
30 مايو, 2010
في مجتمع تحاصره مظاهر التخلف والانشغال بتوافه الأمور حيث يكون للإصلاح ضرورة قصوى وأهمية بالغة للنهوض بالأمة والوصول بها إلى شواطئ الإبداع والإنتاج والتطوير
إن ضرورة الإصلاح تأتي كي نقتلع أنفسنا من براثن الجهل والتخلف والهامشية التي نعيشها كأفراد وجماعة
ومن اجل هذه المهمة الهامة والعسيرة والنبيلة التي يراد من خلالها إيصال أي مجتمع إلى بر الحرية والتحرير والإنعتاق من التبعية والانغلاق, يجب توافر مجموعة صفات في مثقفيها وحملة لواء التغيير والتطوير فيها.
إن هذه الفئة والمجموعة المثقفة والتي يناط بها سبر أغوار مشاكل ذلك المجتمع ومعرفة أسباب علله ومكامن الخلل فيه , يجب أن تكون أهلا لتلك المهمة العظيمة وأن تكتسب الثقة الإجتماعية والتي تحصل عليها من خلال ملامسة هموم رجل الشارع بمصداقية ونزاهة
فإذا لم يكن المثقف ذا همة عالية وبصيرة لا تفتر ولا ينشغل بما هو دون عما هو مهم فقد تخلى عن دوره الحقيقي في حمل رسالة التغيير والإصلاح.
وللأسف الشديد إن حال مثقفينا لا ترضي أي غيور على وطنه وأمته .
لقد انشغل مثقيفنا بالتصفيق الأعمى وبرعوا بالنفاق الممجوج حتى أصبحوا معول هدم لا بناء ومشكلة لا وسيلة حل لمشاكلنا . إن ضحالة مثقفينا وتفاهتهم جعلت من دورهم في المجتمع دور سلبي كونهم قد برعوا في اللجاج والمشاحنة في أمور غبية حمقاء لا تمت للإصلاح بصلة
إننا نصحوا كل صباح على وقع عراك لا حراك ومشاحنات تستنزف أوقاتنا وطاقاتنا فهذا كاتب متثيقف يضخم فتوى ويكبرها كي ينال من شخص المفتي فقط , وذاك متثيقف آخر سطحي سطح مشاكلنا واختزلها بقوة التيار الديني بالمجتمع وأثره والحقيقة أنه غيض وحقد على أصحاب ذلك التيار
وأنا هنا لا اقلل من دور المتدينين في أسباب مشاكلنا , وأنهم من جرونا إلى براثن هذا التخلف والانغلاق
يجب على مثقفينا أخذ زمام المبادرة والسعي الحثيث في سبيل أن يكونوا أداة التغيير والإصلاح وأن يحتلوا مكانتهم الحقيقية والتي تبوأها المثقفين في المجتمعات المتحضرة الذين قادوا مجتمعاتهم إلى حوض الحرية والتحرر من أغلال الهمجية والرجعية
كما على المثقف أن يعرف كيف يصلح بدون الخوض في التفاهات وشخصنة المشاكل واختزالها في فتوى أو تصرف أحمق من شخص أو عالم دين
حينما يكون المثقف أهلا ً لهذه المهمة اعتقد أن الإصلاح سوف يكون مسألة وقت لا أكثر
السؤال الذي يطرح نفسه الآن
من هو المثقف؟
على من تطلق هذه الصفة؟
اعتقد ان المثقف ذلك الشخص الذي يستطيع بلورة الافكار وصياغتها والترويج لها من خلال كتاباته ومن خلال ما يكتب من افكار يستطيع التاثير علي مجتمع معين
حسنا
هل كل من يستطيع بلورة أفكاره والترويج لها يستحق أن يحمل لواء تغيير المجتمع والأفكار؟
ماذا لو كانت أفكاره هو بالأصل خاطئة ؟ أو غير قابلة للتطبيق؟
ليس كل من قرا كتاب او اطلع ع نظريات معينه اصبح مثقفا او عرف يكتب لي كم جمله منمقه يطلق عليه هاللقب فيما هناك مطلعين ومدمنين قراءه ومبدعين في الكتابه لكنهم فارغين عقليا واجتماعيا وبعض الاحيان تتحول ثقافتهم لمرض وعقد
احسنتي ياحنين
واحيان المثقف يرى نفسه ويتكبر بعلمه وتقافته
فتضر ولا تنفع ..
اللهم فقهنا في الدين … فهو خير ثقافه
كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم
(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)