دماء الأنا متوارثة.. أباً عن جد

28 مايو, 2010

‏كأس العالم يقرع الأبواب والسعودية خارج هلالين، فحتى لو شهدنا هذه التظاهرة الكروية فإن ‏الخروج من الدور الأول على نحو مشرف سيكون أقصى طموحنا. ألم ننفق على هذه المستديرة ما يطعم شعب دوله كنيجريا وتفوقت علينا لعبا وانجازاً؟! ‏ حقا ما السر خلف فشلنا الذريع في مخاطبة الكؤوس عبر لغة الجماعة؟؟ فإن تسال لاعب كرة عن سر تسجيله للهدف -الذي غالبا ما يكون بفعل ارتطام الكرة به- سيخبرك ‏بفيض من الدموع إن السر يكمن خلف دعاء أمه ليطفئ بذلك كل بقعة ضوء على فريقه وناديه ليبقى ‏على المسرح وحيدا يؤازره دعاء أمه من خلفه وإن مرّ على ذكر النادي يكون من باب الخجل والعشم – مع احترامي لجميع الأمهات.‏ وإلا ما سر استقطاب المدربين العالميين واللذين قد سّجلوا بطولات عالميه لأنديتهم – وهنا لا شيء ‏يذكر .. ‏ الحقيقة يا ساده نحن مغرمون بالفردية و دماء -الأنا- تسير في عروقنا، والحمد لله إنا لسنا وحدنا ‏أبطالا لهذه التراجيديات المأساوية بل إن السحابة تمتد لتغطي العالم العربي وانجازاتنا الرياضية ‏كعرب لا تتعدى حاجز الفردية فالأبطال سعيد عويطه ونوال المتوكل وغادة شعاع إلى آخر السلسلة ‏يبقون أفراداٌ على قدمين.‏ أتعرفون لماذا؟ لأننا يوما لم نجيد إتقان لغة الجماعة، فان تنبش في تاريخ العرب ستجد الفروسية و الخطابة و الشعر ‏و فرديات أخرى مضمون الفوز بها كلمة (أنا) في الوقت الذي عرف فيه الرومان شد الحبل وألعاب ‏السيرك الجماعية وأبدع الفرس في سباق السفن وغيرها الكثير.‏ وللأسف الحكاية لا تنتهي عند الرياضة.فاقتصاديا تصم أذاننا أخبار اندماج الشركات العالمية وأخرى من مئات السنين لتشكل قوى اقتصاديه ‏كبرى و لا نسمع عند العرب إلا شركة الحاج زيد وأولاده قبل أن ينشق أولاده عنه ليفتحوا لهم ‏شركات أخرى ليظهر اسم كل واحداً منهم بما يليق به شخصياً.‏ حتى طبياً، بذمتك أيها القارئ هل حصل يوما انك كنت لدى طبيب عربي ووجدته يعمل ضمن فريق ‏من الأطباء يكفيك التنقل من طبيب إلى طبيب لتحصل بالنهاية على مجموعة تشاخيص تعيش معها ‏بقلق لا يعلمه إلا الله. وعلى مستوى العلوم نسمع على سبيل المثال لا الحصر – تفوق جامعة السوربون على الجامعة ‏الأمريكية بالدراسة والبحوث وعندنا يفوز الطالب الفلاني ليكون الأول على المملكة أو على مستوى ‏الجمهورية. ‏ وأحبابنا الأطفال ليسو بعيدين أيضا عن ساحة المنافسة فرغم المحاولات المضنية لإصلاح هذا الخلل ‏تجد كل طفل و قد انفرد بألعابه و أي محاولة لمشاركة من طفل آخر لن تأتي إلا بالضرب واللكم حتى ‏عودة الحق لأصحابه.‏ أما سياسيا مقارنة مع الاتحادات الدولية – فالصورة ذو أبعاد عاشره فالجامعة العربية تغنينا عن ‏الحديث لتأتى الخريطة العربية بحدودها النهائية والمؤكدة -أنا- حتى لو قلصنا المساحة لتشمل ‏خليجنا ستكون النتيجة (خلّو درهمكم عندكم وخلو ريالنا عندنا) وكفى المؤمنين شر القتال.‏ ختاما – أرجو لا يسألني البعض كالمعتاد ما الحل؟ فأقول أبدأو بأنفسكم وقيسوا كمية الأنا لديكم بعدها ‏سنعرف الحل، ودمتم سالمين… بدون الأنا.

البتول الهاشمية   ..  جردية المدينة

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في مايو 28, 2010 في الساعة 10:03 ص ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0