المرأة الحلقة الأضعف

21 مايو, 2010

 

كانت جدتي لا تحب النساء أبدا بل أنها غضبت من أمي ذات مرة لأنها تمنت أن لديها من الإناث أكثر من الذكور ونعتتها بكافرة النعمة وجاحدة جميل الله عليها

طبعا جدتي جزء من مجتمع كان يرى أن الذكر ثروة جلبها الخالق لأبوية ورزق من الله به عليهما

كون الذكر في ذلك الزمن يعني إضافة يد عامله في المزرعة أو في المرعى أو في الحماية  وفي طلب الرزق عموما بينما الأنثى زيادة في الأعباء المعيشية والاجتماعية

جدتي نشأت في مثل هذه المفاهيم البالية التي تجعل من المرأة عار وشنار و بعبع ينغص عيش كل أب ومصاب جلل ينقض مضجعه

كانت تقول المرأة لا تذهب إلا إلى ثلاث

بيت أبيها ثم بيت زوجها ثم إلى قبرها

فلا عجب أن نتوارث هذه النظرة الدونية للمرأة وان نتوارث احتقارها وتكميمها وأهانتها

والمتأمل فيما يحدث داخل مجتمعنا  ألآن يرى ما كانت تتفوه به جدتي وان كنا نحاول أن نتعامى عن الواقع المر والقاسي الذي تعيشه المرأة في ظل هذه النظرة

البعض يدعي انه يحاول صيانتها والمحافظة على عفتها  وحمايتها من كيد الكفار وأهواء الفجار

والحقيقة انه بوعي منه أو بدون وعي هو يمارس ما كانت تقوله جدتي  

مجرد إعلان إن المرأة تحتاج وصاية لحمايتها وصيانتها وفرض الرقابة المشددة عليها وحضر لحركتها تحت هذه المسميات يجعلنا نتساءل

هل المرأة لهذه الدرجة من الغباء والسذاجة ونقص القدرة على  معرفة الصح والخطأ وما ينفعها وما يضرها؟

هل هي فعلا من الضعف ما يجعلها تحتاج وصاية الرجل؟

هل فعلا مستعدة لبيع نفسها لأقرب فاجر ولهذا هي بحاجة هذه الوصاية؟

ولنشاهد إلى أين أوصلتنا هذه الحجج الواهية والغبية

اصبحت المرأة مجرد جسد للمتعة الجنسية

تحولت إلى جزء من الأثاث وكماليات المنزل الضرورية

الحبس الدائم في المطبخ وجعله مكانها الأنسب

منعها من العمل بسبب تفسير اعوج لقوله تعالى (( وقرن في بيوتكن))

فرض أنواع من اللباس بسبب تفسير أحادي للقران مثل النقاب  مع إن المسألة خلافية

حشر النساء في الباصات ووسائل النقل ألعامه ومع السائقين بسبب منعها من قيادة السيارة والعلة درء المفاسد

إرغامهن على الزواج بسن الطفولة لان عائشة رضي الله عنها تزوجه بسن مبكرة بدون اخذ في الاعتبار فارق الواقعي الاجتماع والديني والعرفي في ذلك الزمن

التحكم المطلق واستعباد (( في الغالب)) الرجال لزوجاتهم

مصادرة حقوها كزوجة ومنعها من أطفالها  في حال الطلاق ومنع النفقة

حتى دخول ألنت يعتبر محرم في وجود رجل أجنبي لأنه اختلاط

منع التعليم الجامعي بحجة وجود الرجل في مجالات الطب والتخصصات الدقيقة

متاجرة الأوصياء ببناتهم مما سبب تكدسهن في البيوت وانتشار العنوسه على نطاق واسع

كل هذه الأشياء أدت إلى نتيجة واحده وهو شلل اجتماعي خطير

أمراض نفسيه وانحرافات اجتماعية وسلوكيات فاضحة

ولهذا لا يمكن حل هذه المشاكل  إن لم تنتهي هذه الفوقية  والاقصائية في تعالمنا مع المرأة  التي هيمنت  على واقعنا

لا يمكن لنا تطوير وتغيير وإيصال مجتمعنا إلى بر الأمان الاجتماعي المنشود في ظل  تحكم مطلق وغير محسوب  للرجال على النساء

إذا استطعنا أن أطلاق سراح المرأة من هذه الهيمنة حينها يبدأ فعليا التوجه نحو مجتمع متوازن ومثالي

 

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في مايو 21, 2010 في الساعة 6:43 ص ومصنف بهذه التصنيفات: عام. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

10 تعليقات على موضوع “المرأة الحلقة الأضعف”

  1.   فتاة البرتقال | يوم 21 مايو, 2010 | الساعة 7:03 ص  

    الكثيرون في مجتمعنا السعودي خاصة فهمو قوامة الرجال بطريقة غير منصفه
    فضنو انها تعني انه لاحقوق للمرأه ابداً
    رغم ان الله تعالي قال: (وللرجال عليهن درجة) درجة واحده فقط ايها الرجل الظالم تعني بالنسبه لك الغاء كينونة المرأة؟؟!!
    انا تربيت في بيت ديمقراطي ولم افهم ذكورية المجتمع الا بعد ان توظفت واحتجت السفر للخارج والمعاملات البنكيه والسكن في شقق مفروشه اثناء السفر للوظيفه والكثير من اعباء الحياة لا تتم الا بوجود رجل !!
    كيف اذا كنت انا مستقله بذاتي وابحث عن عملي وامارس حياتي بشكل طبيعي
    لمَ يتوجب علي ان ارهق اخي او ابي للسفر معي او الذهاب معي ليكون مرافقا صوريا فقط
    مجتمعنا السعودي اخطأ حين ظن القوامه تعني الغاء وجود المرأه واحتقار رأيها .
    اضف على ان هذا الاحتقار ليس فقط من المجتمع بل من نظام الحكومه ايضاً
    اشكرك اخي على المقال الرائع عبرت عن مافي داخلي , تحياتي لك..

  2.   غير معروف | يوم 21 مايو, 2010 | الساعة 7:29 ص  

    كلآم .. رآئع .. المرأه هي الشق الآخرِ للمجتمع .. والمكمّل له .. متى مآ تظآفرت جهوِد الرِجل مع المرأه حتمــآ ستعم الفآئده .. وعندمآ يخسرِ آحدهم الآخرِ سوِف تقل الفآئده حتمآ .. المرأه يجب أن تأخذ حقوِقهآ كـ شق أخرِ للمجتمع ومكمّل له .. فـ الآخيرٍ لآ يسعني الآ آن آشكرِك .. مآعون

  3.   بدر | يوم 21 مايو, 2010 | الساعة 7:46 ص  

    المرأه هي الشق الآخرِ للمجتمع .. لذلك يجب أن يكوِن لهآ حق التقديرِ والإحترآم .. وإعطآئهآ مآ تستحق من فرِص عمـل .. وِبمآ أن المرأه هي الشق الآخرِ للمجتمع يجب علينآ أن نفعله بالشكل الصحيح ومتى مآ تظآفرت جهود الرجل مع المرأه حتمآ سيعوِد للمجتمع بالفآئده .. ومتى ما آوقفت المرأه وهمشت وسلبت حقوِقهـآ المجتمع والبلــد هو من يستأثر بالآول والآخيرِ .. ماذا لو أتحيحت للمرأه فرص للعمـل وإعطآئهـا الثقه ثقة النفس وثقة الكفـأءه .. عندمآ نقيّد المرأه بتلك العآدات التقاليد ونتقوقع خلف تلك البوطقه الجآهله .. هل فقدنا ثقتنآ في بنآتنآ وآخوآتنآ وجميع نسآئنا ..؟ لم نحسن تربيتهم ..؟ لم نعلّمهم الصح من الخطأ ..؟ إذا هنا نحن من يجب أن نلآم ولآنلم المرأه .. أم أننــا الشعب الوحيــد اللذي يمتلك الرجوِله والفحوِله حتى أننا لآنستطيع كبح جمآح شهوتنآ .. غيرِنآ ليسوآ برجآل ..؟ نسآئهم ليسوآ مغرِيآت .؟ .. لكنهم وضعوآ الرِقيب الذآتي لآنفسهم وآدرِكوآ أن المرأه له حقيى العيش والتعآيش فـ المجتمع وليست .. فقط للمتعه الجنسيه وتربية الآطفآل .. هي آسمى من ذلك .. وكآن لـ سلفنآ الصآلح من النساء الكثير من الآعمــآل الليت تثلج ومآ بـ أسماء بنت أبي بكرِ ببعيده .. كآن تجل الطعآم والمآء لآبيهآ ولـ نبينآ علي الصلاة والسلآم .. وثق فيهآ خير الآمــه وآشرِفهآ . وآستأمنهآ على حيآته .. ولآ أعتقد أن آمرِ مثل هذا كآن للنبي صلى الله عليه وسلّم بالبسآطه لو لم تكن أسماء كفء له .. وهي أمرأه .. كآنت هذه وجهة نظرِي ولكم خآلص تحيآتي

  4.   ماجد | يوم 21 مايو, 2010 | الساعة 1:54 م  

    ماعون
    كلام كبير اتفق معك فيه
    تقبل مروري

  5.   شخص | يوم 21 مايو, 2010 | الساعة 6:53 م  

    موضوع جميل ومنصف
    لكن مو كل الرجال ينطبق عليهم هذا الكلام
    اتفق معك انه يجب تغيير الوضع
    شكرا لك

  6.   to0o0o0ofe | يوم 22 مايو, 2010 | الساعة 1:28 م  

    المرأة هي الشريك او الطرف الاخر في عملية التنمية الاجتماعيه في اي بلد ولكن نسبة هذه المشاركة واعطاء المرأة كامل حقوقها في المشاركة في جميع نواحي الحياة تختلف من بلد لاخر، هناك بلدان تعمل على اعطاء المرأة كامل حقوقها ودفعها الي واجهة الاجتماعيه ، من وجهة نظري القرار السياسي في اي بلد او قمة الهرم السياسي هو اللي يحدد مدي اعطاء المرأة حقوقها او حجب هذي الحقوق حسب السياسيات المتبعه في اي بلد بغض النظر عن اي مورثات سائدة سواء كان في المجتمع الحضري او الريفى او البدوى , الاعلام الموجة في اي بلد تجاة اي قضية كانت تستطيع ايضا ان توجة الي ابراز قضايا المرأة ومشاركتها في رسم صور الحياة المختلفه في اي بلد الاعلام هو المحرك الاقوى لتطوير الشعوب واخراجها من ثوب التخلف واستبدال المورثات البالية بأخري اكثر ايجابية .

    تحياتي لكم

  7.   حنيين | يوم 29 مايو, 2010 | الساعة 2:09 ص  

    المراءه وجودها مكمل لوجود الرجل كلاهما عنصرين مكملين لبعض فهما اساس المجتمع . فهي تلعب دور فعال في الحياه ولايستطيع احد ان ينكر ذلك ولكن للاسف نجد بعض عينات المجتمع تنظر للمرءاه بمنظور اخر وتحصر وجودها في اطار معين ممايفقد المراءه بعض ثقتها ووزنها في الحياه فكم اتمنى ان تتغير هذه النظره وان تعطى المراءه حقها الشرعي وحقوها التي تستحقها

  8.   ❤ مغـــ~ــزوله من قٌطـنٍ : وغمَـ....ـــام ❤ | يوم 5 يونيو, 2010 | الساعة 3:23 ص  

    أسمح لي قبل كل شيء , أن أسجّل أعجآبي بقلمك وصفحآتك التي تعزف أملاً يلوح في الأٌفق البعيـد .. الله سبحآنه وتعآلى يقول في كتآبه الكريم ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) فالتغيير يبدأ من الدآخل قبل كل شيء .. والرسول اللهم صلّ وسلم عليه قآل ( إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ) ,, فبعض الرجآل يسيئ الفهم لبعض أيآت القرآن الكريم , ويعآمل المرأهـ بفوقيـه أستشهاداً بقوله تعالى ( الرجآل قّوآمون على النسآء ) وهم لهم القوآمه بما أمرهم الله بالوصآيه والولايه على المرأه والسعي في متطلبآت الحيآه , ومآ أتاهم الله من قوهـ في الجسم وزيآده في العلم وقدرهـ على تحمّل أعبآء الحيآهـ وتكاليفهآ من هنٌآ جاء التفضيل من غيَر أن نبخس المرأهـ حقهآ, فمنهن من هي أبسط من الرجل علماً,وأفقه قولاً , , وورد من الأحاديث الكثير من مايدلّ على عظٍم مكآنه المرأهـ , وجنباً الى هذا التفضيل فرضت عليهم الفرائض دون تمييز , ووردت المسآوهـ بينهما في العقوبآت , ,, فلا توجد شريعة تحاسب الرجل بمكيال وشريعة تحاسب المراة بمكيال اخر ولكن مجتمعاتنا هى التى تكيل بمكيالين هذا ماتوارثته الاجيال فاصبح عرفا وتقليدا معترف به .. كلنآ نعلم , أن المرأهـ هي نصٌف المجٌتمع فهبوهآ فٌرصـه الأفصآح , وولآدهـ كل ماهو مبدع وجميـل,فكلّ من الرجٌل والمرأهـ مكمّل للأخر في شركه الحيآهـ , كلاُ له وعليه .. فحيـن تدلهم الخطوب وتشتد الكروب , ويقّل الصديق , ويهرب الرفيق , يبقى الى جآنب الرجل من البشر كالظلّ لا يفآرقـه , وكالمآء الزٌلال يروي عطشه , وكالبلسم الشآفي يدآوي جروحه ’ تبقى الى جآنبه المرأه والمرأهـ فقط ,, فـ ( رفقــاً بالقوارير ,, ) .. سلمِت أناملك , أخي العزيز الفآضل على ماسطّرت لنآ في مملكتك الخآصه , ودٌمـت كمآ أنت .. تقبّل مروري ……

  9.   نوف | يوم 5 أبريل, 2011 | الساعة 2:46 م  

    لو طبقت الشريعة الأسلامية كما يجب؛؛
    لكانت المراءة راضية عن حياتيها التي أخترها لها الدين..
    لكن ما أراه هو التقصير في حقوقنا وتجاهل
    بعض الآحكام الشرعية التي تحفظ للمراءة كرمتها
    ومكانتها في المجتمع…

  10.   الدانه | يوم 18 مايو, 2011 | الساعة 5:56 م  

    افضل رد قرأته رد اختي نوف ..
    المشكلها كلها تنحصر بالجهل ونقص الوعي الديني وفهم معنى القوامه

    اما بالنسبه ان المرأة لاتحتاج لولي فأنا اختلف معك بشدة
    بل تحتاج وتحتاج بقوة وليس معنى الولايه الظلم والاضطهاد واكل الحقوق
    بل هي العنايه والحمايه لهذه المرأة التي هي الام والاخت والزوجة والابنه

    وانا ارى ان الكثير من النساء شققن طريقهن في معترك الحياة علميا واجتماعيا
    وارى ايضا انها صارت هي القيم على الرجل اذا لم يبقى من رجولته الا الفحوله فقط

    احترامي للجميع

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0