ولكم في الرماد درس

14 مايو, 2010

في كل مرة نسمع منادياً بضرورة تجديد الخطاب الديني لا ندري من يقرع طبول الحرب وكأني بهذا المنادي يدعو لعصر عبادة الأوثان ووأد البنات وبغير أن يقدم هؤلاء الذين يدعوننا لمحاربة هذا التجديد حجة واحدة تحول دون ذلك .
بالمناسبة هل أتاكم حديث الرمادة .
كان ذلك في السنة السابعة عشرة للهجرة أو أكثر بشهور حين عصفت بالمسلمين سنة أذابت شحمهم وأكلت لحمهم ودقت عظمهم «وسميت بعام الرمادة تشبها بالرماد» وإذ به خليفة المؤمنين عمر رضي الله عنه لا يقف عند حد صلاة الاستسقاء ولا يكتفي بالعمل نهارا على حفر الآبار والتجوال ليلا على بيوت الفقراء بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير حين عطل حد السرقة المنصوص عليه شرعا حتى تجاوز بالمسلمين محنة الجوع .
كيف يمكننا فهم سلوك كهذا من واحد من المبشرين بالجنة إلا من باب الضرورات تبيح المحظورات ومن باب القدرة العبقرية الذكية في فهم احتياجات الأمة !
هل أتاكم حديث الرسول صلى الله عليه و سلم .. لقد قالها أكرم العالمين « إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها»
وها نحن نعد أربعة عشر من هذه المائة فيما نقف حراسا بأعين مفتوحة وسيوف متحفزة لكتم كل صرخة تطالب بهذا التجديد .
هل أتاكم حديث القرآن الكريم:
لقد أجاز الله عز و جل في كتابه الكريم تناول لحم الخنزير والميتة إذا ما اضطر المؤمن إلى ذلك غير باغ و لا عائد .
فهل بعد كتاب الله عز و جل كلمة حسم ومرونة ؟ وهل بعد سنة رسوله الكريم سنة ؟ وهل يعد سلوك الفاروق بدعة ؟
إنها دعوة من موقع الغيرة على الإسلام والمسلمين لتجديد خطابهم الديني كوسيلة لمواجهة المتغيرات العالمية ومواكبة المستحدثات العصرية التي هيهات الصمود أمام سيلها الجارف بأفكار تجمد تجديد نسلها من قرون ..
على الهامش:
ما قلته كلام قليل يراد به كثير لنخرج جميعا من نفق الحيرة والإرباك في ظل عجز بعض الفتاوى عن استيعاب كثير من أزماتنا المحلية والعالمية وازدياد حاجتنا إلى الحلول المرنة في ظل الشريعة السمحاء، هذا ولكون بعض هذه الفتاوى متطرفة حينا ومتناقضة حينا آخر ومتصلبة في أكثر الأحيان

البتول الهاشمية … جريدة المدينة

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في مايو 14, 2010 في الساعة 8:10 ص ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

تعليق واحد على موضوع “ولكم في الرماد درس”

  1.   !!علامات تعجب!! | يوم 17 مايو, 2010 | الساعة 6:42 م  

    اهنيك على ماطحرت اسأل الله التوفيق لك في حياتك

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0