ما بعد الدولة القومية ..!!

21 أكتوبر, 2011

بعد ( إعدام ) القذافي على يد ثوار ليبيا بالأمس في مشهد مذل ومهين .

 وما يحدث من انتفاضة للشعب السوري على نظام البعث الذي نأمل سقوطه بعد نصف قرن من التعذيب و التنكيل وكبت الحريات تحت شعار القومية والوحدة العربية.

وترنح نظام علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن ثلاث وثلاثين عاما عاث فيها بمقدرات الشعب اليمني فسادا ونهبا فهب اليمنيين في ثورة تكاد تودي بحكمه.

بعد كل هذا يبدو أننا نسدل الستار على فترة مظلمة مليئة بالقتل والدماء من حكم الأنظمة القومية الشمولية التي سامت شعوبها سوء العذاب خلال عقود خلت , هذه الأحداث تمهد الطريق لحقبة يهيمن فيها الإسلاميين على الساحة السياسية العربية.

فخلال المقرن المنصرم عانا الإسلاميين أكثر من غيرهم  من قمع الدكتاتوريات العربية بدعم من دول العالم المتقدم , لكون الحركات الإسلامية تهدد مصالحهم في المنطقة إلا أن قرن من السجن والمطاردة والكبت والتنكيل لا يبدو أنه استطاع وأد المشروع الإسلامي , وهو ما فرض اعتراف العالم على وجوده ومباركة وصولة للسلطة خصوصا بعد الاتصالات الأمريكية مع الإخوان المسلمين في مصر وتونس وتعاملها معهم في ليبيا.

لابد أن نعترف أولا أن الحركات الإسلامية تمتلك مشروعا منسجما  مع طبيعة الشعوب العربية المتدينة بالفطرة ولهذا هم يَحضون بتأييد وثقة الغالبية.

كما يجب ان نعترف أن الحركات الإسلامية الآن ليست هي الحركات في بداية ظهورها إذ نزعت للعمل المسلح في الآن تمر في نضج سياسي وتنظيمي لن اقول أنه يؤهلها للحكم اذ يبدو أننا سنخوض اختبار انظمة الحكم الاسلامية التي لا ندري هل ستكون مثل سابقتها من انظمة القمع والاستبداد .

ما يدعو للتفائل هو هذا الوعي الموجود لدى الشعوب العربية والذي اتضح خلال الثورة التونسية والمصرية الذي  (ربما ) يمنع ظهور الدكتاتوريات مجددا.

إن فشل بناء الدولة الحديثة في البلدان المتحررة يجعلنا على كف عفريت , إذ أن إقامة دولة دينية سيفجر النعرات الطائفية  والدينية والاثنية كما يحدث في العراق الآن مما يهدد في “سايس بيكو” جديد يقسم البلاد العربية ويشرذمها على أساس ديني فنزداد ضعفا على ضعف.

التسليم في حتمية فوز الإسلاميين في أي انتخابات مقبلة لا يعني أبدا الدعوة لترك الساحة بالكامل لهم فالمستقبل فقط هو أن يعترف الجميع بالجميع ويترك الخيار للناس عبر صندوق الاقتراع دون فرض إرادة أحد على أحد وبهذا نمنع الرجوع للخلف …!!


Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في أكتوبر 21, 2011 في الساعة 10:17 ص ومصنف بهذه التصنيفات: عام. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

5 تعليقات على موضوع “ما بعد الدولة القومية ..!!”

  1.   إطمئن أخي عبدالله | يوم 22 أكتوبر, 2011 | الساعة 7:27 ص  

    موضوعك اخوي هو جدا حساس ويحكي خال الأمه ولكن فلتطمئن أخيي لأنهم سيجتمعون بإذن الله تحت حكم رجل واحد يرضونه جميعا وإنا لصاقون فهذا الرجل يكفر بالتعدديه الحزبيه في دين الله وكلنا ننتظره بشغف حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا فانتظر إنهم منتظرون
    قال عليه الصلاة والسلام:(( لاتقوم الساعه حتى يحكم رجل من اهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأالأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا .. أو كما قال عليه السلام)) سؤالي لكم مامعنى التواطئ هل هو التطابق أم التوافق؟ ولايطلع لنا من يقول بأنهما واحد ففي لغتنا العربيه لو أتينا بمثال على التواطئ ووضعنا هذه ااكلمه في جمله مفيده لاتضح معناها لنا اكثر مثلا: تواطئ ابوبكر على الهجرة الى المدينه مع الرسول. فهل المعنى هنا تطابق أم توافق؟
    أو مثال اخر: تواطئ مرسي مع عباس لقتل محمود فهل معناها: تطابق مرسي مع عباس أم توافق مرسي مع عباس ؟ أنما هي توافقا
    للأسف فهناك طائفه قد استسمت مهدي هذه الامه وقالت: بأنه محمد بن الحسن العسكري وطائفه أخرى قذ أسموه محمد أو احمد بن عبدالله!! لأنهم قد فسروا التواطئ هنا بأنه التطابق ولكن يجب أنيكون فؤ اسمه توافق من الاخر كده على قولة اخواننا في مصر فإن هناك رجل ظهر في اليمن لديه الحجه بأنه المهدي المنتظر فمن كان يؤمن بالله فحق عليه أن يتبين قبل أن يحكم عليه بالكذب لأن الله يقول:[ ياأيها الذين ءامنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا] هذا وهو فاسق فيجب أن نتحقق مما يدعي فما بالكم بمن يقول بأنه المهدي المنتظر وليس كمن سبقوه بل قد زاده الله علينا بسطة في العلم ونحن نعلم أن المهدي المنظر سيكون رجل صالح ويكون مناصرا لسنة النبي الحق التي تكون مطابقه لأحكام القران ارجوك يااستاذ عبدالله نشر هذا الرد حتى ربما يجعل الله هذه المدونه سببا وأسأل الله أن يبارك لك فيما يعطيك وأنا لم أخرج عن موضوعك بل أتيت به من حيث انتهيت انت وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين 

  2.   راعى المطيه | يوم 22 أكتوبر, 2011 | الساعة 10:09 ص  

    صباح الخير اخ ماعون لك ولجميع الأعضاء الأعزاء .
    إن ما طرحته موضوع جميل ورائع ولكن العمل على تحقيق المستحيلات سيجعلنا نقف عن الرقي والعمل على تطور القبول ان الشعوب العربية نشأة على الصراعات وسيطرة من عهد قديم . ونشر الثقافة بالحوار وقبول الأخر بطريقة علميه مثمرة . ولكن أن أشعوب الثائرة تفعل ما كانت تنتقد به الحكام وأكثر فضاعه . فإذا كان التعامل بالمثل فلاً يكون هناك استقرار الا بالعنف . اليمن تفجير في المسجد ليبيا التمثيل بالجثة وهذه كوارث وإشارات مقبله . إن النظر للعالم الغربي يجب أن لا يكون مقياس . أن العمل ورقي الفكر الذي يمتلكه الإنسان القائد القادر على تغير حياة الآخرين بما يمتلكه من مقدرة في الإقناع هو القادر على تغير المستحيل وجعله واقع جميل وهو العمل الذي يبقى وقد يغير المستحيلات

  3.   دب قريح | يوم 22 أكتوبر, 2011 | الساعة 2:38 م  

    ياخي وش مدنيه اللي اعرفه انها تعني دوله علمانيه وانا مع اني اكره بعض المطاوعه الا اني ارفض اعيش بدوله علمانيه
    الواحد اذا كثرة قروشه او ارتفع منصبه بدا يطلع لنا من هالافكار العلمانيه
    اسمح لي نبيها دوله اسلاميه

  4.   huda | يوم 22 أكتوبر, 2011 | الساعة 9:18 م  

    كما يجب ان نعترف أن الحركات الإسلامية الآن ليست هي الحركات في بداية ظهورها إذ نزعت للعمل المسلح في الآن تمر في نضج سياسي وتنظيمي لن اقول أنه يؤهلها للحكم اذ يبدو أننا سنخوض اختبار انظمة الحكم الاسلامية التي لا ندري هل ستكون مثل سابقتها من انظمة القمع والاستبداد .
    ما يدعو للتفائل هو هذا الوعي الموجود لدى الشعوب العربية والذي اتضح خلال الثورة التونسية والمصرية الذي (ربما ) يمنع ظهور الدكتاتوريات مجددا.
    فعلا … الحركات الاسلامية السياسية خاصة الاخوان المسلمون في حالة نضج سياسي ومؤهلة على قيادة الامة الاسلامية خاصة بمتابعة حزب الاخوان المسلمين في مصر اثناء الثورة المصرية ورفضها أن تتحول الى عبث سياسي او فوضى همجية ولم تشارك في بعض المظاهرات التي تدعو الى مطالب غير عقلانية في الفتره الحالية
    لكن دائما الاسلاميون محاربون من العلمانين العرب كفانا الله شرهم .
    أسأل الله ان يرد كيدهم في نحورهم وأن يكبتهم
    شكرا على موضوعك الرائع

    بارك الله فيك ……..

  5.   النادي | يوم 23 أكتوبر, 2011 | الساعة 7:09 م  

    انت اشرت أننا سنخوض اختبارا
    في حالة وضول الإسلاميين للحكم
    أما أنا فأذهب إلى أن الإسلاميين
    ليسوا مؤهلين للحكم بسبب النظرة
    القاصرة حتى لدى اغلب مفكريهم
    حتى لحظتنا هذه
    تتمحور اطروحاتهم كثيرا
    حول المرأة والنظرة لها ….
    قيادة المرأة،خروج المرأة،عمل المرأة
    حتى عملها في أماكن عامة
    يسمونه اختلاطا ويحرمونه
    كأننا لم نقرأ أن النساء في العصور
    المفضلة كن ينزلن للأسواق ويبعن في
    أماكن مختطلة ولم يمنعنهن أحد.
    تشددهم في تقييمهم ونظرتهم
    للمخالفين والعصاة
    وغيرها كثير
    لذا أعتقد أن الأمر مبكرا
    ولو وصلوا فسترى العجب
    دمتم بود

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0