ميزان القيم..!!
29 أبريل, 2011
إن المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة كالصدق و العدل والتواضع والتسامح وغيرها من القيم الثابتة والراسخة في وجدان أي إنسان على سطح البسيطة والتي لا تختص بدين أو عرق بل هي عرف كوني ومسلمات عند كل إنسان سوي , فلا يوجد عاقل يجعل من الوضاعة والخداع والكذب أساسا ينطلق منه للتعايش مع الآخرين أو يجعل منها طريقا للبحث عن المتعة والسعادة.
وكما أن هذه القيم والمبادئ لا تختص بدين أو عرق , فهي أيضا بلا علامات أو سمات يعرف بها الإنسان , فلا يوجد معايير شكلية نستطيع من خلالها معرفة التزام الشخص بهذه القيم أو معرفة صلاحه أو فساده . إذ يجب علينا معايشة الآخرين كي نستطيع الحكم سلبا أو إيجابا ” لا تظن بهم سوء ولا حسنا … بل التجارب تهديك على مهل “, ففي المجتمعات المتحضرة لا يدخل ملبس الإنسان أو شكله في هذا التقييم فلا يهم إن كنت مليء بالوشوم وتركب ” الهارلي” أو كنت تلبس البنطال والبدلة وبيدك حقيبة دبلوماسية فمعايير التقييم تُبنى عبر التعامل المباشر فقط . كما أن الميول الشخصية والتوجهات الفكرية لا تؤثر في هذا التقييم إلا ما ندر , حتى في مسألة اللون والعرق ((( تكاد))) المجتمعات المتحضرة أن تجاوزها ولا أدل على هذا من انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة وهو من اصول افريقية طبعا لن أدعي أن الشعوب المتقدمة قد زالت فيها مظاهر العنصرية الدينية والعرقية بشكل نهائي ولكن وصلت إلى مراحل متقدمة من التطور الاجتماعي.
والمؤسف أن معايير الصلاح والفساد والانحراف والاستقامة في مجتمعاتنا المحافظة والمتدينة كمجتمعنا ذات طابع مظهري بحت أي أن الشكل الخارجي هو المعيار الأول ويكاد يكون الأخير في تقييمنا لهذا أو ذاك , فالملبس أو قصة الشعر تساهم بشكل كبير في التقييم سلبا أو ايجابا , فالرجل الملتحي قصير الثوب يعتبر مستقيما وصالحا وأولى بالثقة من غيره , بينما الرجل ” المسبل” أو حليق اللحية منحرف وفاسد من حيث المبدأ . وهو ما يساهم بشكل كبير في انتشار النفاق الاجتماعي كأن يجعل البعض من مظهره الخارجي وسيلة للاحتيال .
طبعا وبسبب هذه المعايير استطاع البعض المتاجرة بالمظاهر كما هو حاصل في معارض السيارات وغيرة من أماكن البيع مما يتطلب للسلعة تسويق يعتمد على الثقة , حتى في الزواج قد يضطر البعض لإطلاق اللحية وتقصير الثوب من أجل الزواج لأن بعض الاباء يشترط رجل صالح ومعايير الصلاح كما اسلفنا في مظهره مما يسهل على الشاب الحصول على ما يريد , وكثيرا ما سمعنا عن أكل اموال يتامى أو قُصر أو نساء بسبب الاعتماد على مظاهر الصلاح الخارجية .
إن هذا الخلل الخطير في ميزان تقييم الإنسان سبب ويسبب تفشي النفاق الاجتماعي الذي أدى بدوره الى إهدار الكثير من الحقوق والمزيد من الانحرافات السلوكية والتي تتدثر بلباس ظاهري من التقوى والورع ..!!
قسم اني اعرف واحد هاك عليه شريطي يقول يوم شفت اللحية ةالحلوف والطلاقات صدقته واخرتها السياره تنقص زيت ونصها سمكره طلعت ما تسوى نصف قيمتها
صدقت والله
كثيرا ما خدعت المظاهر الناس فوقعوا في ايدي اناس لايخافون الله
وقد تكون هذه المظاهر كما قلت شكلية أو باللبس أو حتى بالمنصب والمكانة العلمية
فقد لاحظت ان البعض يتخذ المناصب العلمية مثلا كغطاء لأفعالهم السيئة كدكاترة الجامعات مثلا
لذلك لانحكم بالمظهر ابدا
وفي اليومين الفائتين حصل لي موقف جعلني اكرر هذه الجملة كثيرا
فقد كنت منذ فترة قد رأيت احدى الأخوات في دورة من الدورات وقد كانت ملابسها بسيطة جدا لدرجة تعجبت انها من النوع الذي يحضر دورات بهذا المستوى, لكن في هذه الدورة رأيتها مرة أخرى واكتشفت فيها انسانة أخرى مختلفة تماما, عرفت مدى عقليتها وقدرتها على الحوار وشخصيتها المتزنة الراقية المتدينة بشكل متزن!!
كلام جميل يلامس هموم الواقع ويجب على المراء ان يتحرى الدقة في كل شي حتى لا يقف في مكان يحسب عليه في اوقات اخرى!!
اخ ماعون . تحية وتقدير واحترام لكم ولجميع الاعضاء الاعزاء
نعم صدقت فيما ذكرت . ان أي مجتمع من المجتمعات في أي مكان له عادات وتقاليد واعراف يسير عليها ولا احد يستطيع تجاوزها في الاشياء الخاصة التي يسير عليها المجتمع . وهذه الاشياء تعتبر هي القيم التي لايجب تجاوزها لانها تمثل شي او قيمه لدى الانسان. فمثل. الاخ /دب قريع /. كانت قيمة الصدق تقابلها غدر وهنا تميزا الصدق بانه قيمه افضل من الغدر. والاخت /خاود 99/- كانت قيمة الغنى والفقر هي القيم التي استخدمتها في تقيم من حولها . والاخ ممرض عاطل. كانت القيم التي استخدمها . هي قيمة عدم التسرع يقابلها الدقه . وعلى هكذا نقيس . وهذا يقودني الي ان اقول . لا نستطيع ان نعرف ماهي القيمة لشي ما مالم تكن له قيمة مضادة لتبرزه. الكذب يواجه الصدق . الفقر يواجه الغنى . الغدر يواجهه الوفاء. . وفي ختام مقالتي اتمنا لك اخ ماعون . التالق والنجاح . ولاخت خلود99 /ولاخ :دب قريع وممرض عاطل دوام الصحة والعافيه والتالق والنجاح.
صدقت
فأكثر المجتمعات تلاعب وكيلا بمكيالين في القيم
هم نحن المسلمون
والعرب في المقدمه ونحن الأعراب من حضر القبائل وبواديها على رؤوس الأشهاد
لقد إعيدت صياغة القيم بعد الخلافة الراشده فدخل مفهوم السفلة وعلية القوم والدهماء والرعاع والرويبضه من الناس وألصقو بهذا المسمى كل من لاحه الفقر والهجر من الناس
ثم صدقو أنفسهم ومن ثم صدق المعتدى عليهم فنلزا عن كثير من متطلبات كرانتهم الآدميه
حتى ديسوا وبيعو وسيقوا كالأنعام
ونطالب العالم بأن لا يكيل بمكيالين
أذهلني طالب علم بشهاد عاليه جدا قبل فتره حين ناقشته في مسألة الرق الذي لم يختفي من حياة العرب إلا قبيل عقود قليله
فقال ذلك أمر مشروع وليس حراما وبدأ يسوق الأدلة
فقلت له وهل لو ظهرت الأمة الإسلامية من جديد سيعاد العمل به قال نعم
فقلت أجزم لك أنها لن تظهر وفيها من يحمل ما لا زلت تحمله من الأفكار
لكن هل تظن أي بلد مسلم أ كل الدول المسلمة مجتمعه قادره على إعادة العمل به فيما بينها بالتراضي بين السيد والمسود
قال لا طبعا الكفر ظاهر
فقلت له لنه يستحي من الإعتداء العلني على حقوق الإنسان على الأقل
راعي المطية
تحليلك منطقي وجميل
لكن القيمة التي حكمت على تلك المرأة لاترتبط بالغنى والفقر, لكن تعتمد على المظهر والاهتمام بالنفس (بغض النظر عن الحالة المادية) فبعض الناس قد يلبس أغلى الملابس لكن بشكل مهمل مهلهل كئيب, والعكس صحيح
خلود99 . صباح الخير
اعتذر لما التبس علي . وإضافتك هذه تعد قيمة من القيم الجميلة . الجمال . والاهتمام بالمظهر يقابله .عدم الاهتمام بصورتنا ةتاني في الانتقاء لما يناسبنا. اكرار اسفي.
تحيه عطره طيبه للجميع..
اخي العزيز ..
كلام جميل يلامس واقعنا بقوة ..
ذكرت لي اختي في احدى المرات كانت بها في السوق
تقول مر من امامنا شاب قصة شعره على الموضة يلبس لبس غربي غير مقبول نفسيا
تقول نظرت اليه وكدت احتقره .. او احتقرت مظهره ..
وعندما رن جواله كانت نغمته ( انا العبد الذي كسب الذنوب)
تقول اختي قلت في نفسي سبحان الله كدت احكم عليه من مظهره ..
وغيره كثير صحيح تقليد الكفار غير مقبول ولكن ليس له دخل بالعقيده والدين
الرسول صلى الله عليه وسلم قال (التقوى هاهنا) واشار الى صدره ..
الدين ليس مظهر بل الجوارح تتحكم وكل إناء بما فيه ينضح
ودمتم بخير .