صيغ بلاغية …!
19 نوفمبر, 2010
من الصيغ البلاغية ترك حكم ظاهر اللفظ وحمله على معناهكما يقولون: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشخص.
قال الشاعر ما عندنا إلا ثلاثة أنفس … مثل النجوم تلألأت في الحندس
وكما قال الآخر:يا أيها الراكب المزجي مطيته … سائل بني أسد ما هذه الصوت !
يقصد ما هذه الجلبة.وقال تعالى : ” وأحيينا به بلدة ميتا ” . ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان.
ومنها تسمة الشيء باسم غيره ، إذا كان مجاورا له أو كان منه بسبب، كتسميتهم المطر بالسماء لأنه منها ينزل ، وفي القرآن:”يرسلِ السماء عليكم مدرارا “، وقصد بالسماء المطر
وكما قال تعالى : “إني أراني أعصر خمرا” أي عنبا،
ومن الصيغ البلاغية وصف الشيء بما يقع فيه أو يكون منه كما قال تعالى: “في يوم عاصِف” أي يوم عاصف الريح ، وكما تقول : ليل نائم، أي نام فيه ، وليل ساهر أي يسهر فيه.
ومنها أيضا البدئ بذكر الشيء والمقدم غيره كما قال عز و جل ( يا مريم اقنتي لربك و اسجدي وأركعي مع الراكعين) فالركوع يكون قبل السجود.
ويقول الصلتان العبدي:فملتنا أننا مسلمون ….على دين صديقنا و النبي .
وتقول العرب : أكرمني و أكرمته زيد و تقديره: (أكرمني زيد و أكرمته) ,وقال تعالى حكاية عن ذي القرنين (آتوني أفرغ عليه قطرا) ، و تقديره ( آتوني قطرا أفرغ عليه )
جميل
وهذا يعطي اللغة العربية مجالا أوسع في التعبير والصياغة مما يزيدها جمالا في النظم والقول
واتعجب من بعض الناس الذين يرفضون بعض الأقوال أو الأشعار لأن صياغتها غير صحيحة في نظرهم بينما قد تكون تملك من الابداع مايفوق ادراكهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من جمال اللغة العربية وجمال كتابها الاعتماد على المحسنات اللفظية والإكثار من ألفاظ المجاز والتشبية والتمثيل والاقتباس من القران والشعر وهي ما يطلق عليها البلاغه .
(روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش والفرق بين الفصاحة والبلاغة أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ والبلاغة لا تكون إلا وصفاً للألفاظ مع المعاني.)
البلاغة هي حسن البيان وقوة التأثير ومنها نشأ علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع
1-علم المعاني هو تراكيب الكلام ومعرفة تفاوت المقامات ، ويستخدم فيه الإيجاز والإطناب والفصل والوصل والاستعارة والمجاز المرسل والتشبية والكناية .
2-علم البيان إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفه ، ويستخدم فيه التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات .
3-علم البديع تجميل وتحسين الجمل ، أي فن صياغة الجمل باستخدام المحسنات البديعة .
فائدة البلاغة
1-تفيد المتكلم او الكاتب في صياغة عبارته . 2- تعين الكاتب والقارئ على تميز جمال ما يقراء .
3- تفيد الناقد . 4- تعين على معرفة إعجاز القران .
علم البيان :
التشبية
تشبية مرسل ( وكأن النجوم لوامعا ….. درر نثرن على بساط أزرق )
تشبية مؤكد قوله تعالى ( وهي تمر مر السحاب )
تشبية التمثيل ( وكأن الهلال نون لجين …. غرقت في صحيفة زرقاء )
تشبية ضمني ( من يهن يسهل الهوان عليه …. مالجرح بميت إيلام )
تزيين المشبه او تقبيحه ( مدد يديك نحوهم احتفاء …. كمدهما إليهم بالهبات )
تشبيه مقلوب ( وبدا الصباح كأن غرته …. وجه الخليفة حين يمتدح )
علم المعاني :
خبر وإنشاء
خبر يفهم من السياق
الاسترحام ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )
إظهار التحسر ( رب إني قومي كذبون )
علم البديع :
الجناس تام قوله تعالي (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ )
غير تام قوله تعالي (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10}
الاقتباس ( رحلوا فلست مسائلا عن دراهم أنا “باخع نفسي على آثارهم )
السجع
هو: توافق الفاصلتين في الحرف الأخير وأفضله ما تساوت فِقَرُه.
نحو: “اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا”.
المحسنات المعنوية
التورية : هي: أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان قريب ظاهر غير مراد وبعيد خفي هو المراد، نحو:
أصون أديم وجهي عن أناس لقاء الموت عندهم الأديب
ورب الشعر عندهم بغيض ولو وافى به لهم “حبيب”
الطباق
طباق الإيجاب: وهو ما لم يختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا، كقوله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ).
طباق السلب: وهو ما اختلف فيه الضدان إيجابا أو سلبا، كقوله تعالى: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الناس).
المقابلة : هي: أن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب
كقوله (: “إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع).
حسن التعليل
تاكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه ( القوم شحاح إلا أنهم جبناء )
اسلوب الحكيم هو تلقي الخطاب بغير ما يرتقبه
كقوله تعالى: 🙁 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ).
كتب بلاغة : أساس البلاغة للزمخشري ، الكنز للغوي في اللسان العربي ، سحر البلاغة وسر البراعة ، سر الفصاحة ، مستويات السرد الاعجازي في القصة القرانية ، قواعد البلاغة .
أستاذ ماعون
مساء الخير
هذا ما فهمت من طرحك صيغ البلاغة ، إذا كان فهمي عكس ذلك أرجو التصحيح لي مع الشرح .
استاذي متقاعد كل عام وانت بخير وعام جديد مجيد
لقد اصبت فيما كتبت
وفهمت عن ما تكلمت
وشرحت فاسهبت
لقد تحدثت في تديونات سابقة عن المحسنات اللغوية والصيغ البلاغية من التشبيه والتمثيل والاطناب والطباق
وجعلت لكل موضوع تدوينه حتى اوجز على القارئ واترك مجالا لدوينات اخرى
فانا اختار موضوعا ثم ابحث عن افضل شرح له واجمع من هنا وهناك بالاضافة الى ما لدي من المام بذلك الموضوع فاطرحه للقارئ فان اصبت فبها ونعمة وان اخطأت فانتظر منكم التصويب
وللعوده اليها ادخل خارطة الموقع ثم انزل الى مساحة ادبية تجد لكل موضوع تدوينة
واخيرا لا غنى لي عنكم جميعا في توجيهي وتصويبي الى ما فيه استمرارية المدونه ونجاحها
وكما قال الشاعر
قل للذي يدعي بالعمل فلسفة … لقد علمت شيئا وغابت عنك اشياء
تحياتي لك
هذه لغتنا وما أبدعها..بحر يحمل الكثير من اللآلئ..الثمينه..
هنا فهمت حقآ ماذا تعني هذه الصيغ البلاغية,في هذه الأمثله!!,,
وبإضافتك أخي المتقاعد..أصبحت ملمة أكثر بالبلاغة ..موضوع قيم تشكرون عليه جميعآ..
أعذب أمنياتي,,,
أستاذ / ماعون كل وأنت بخير بقرب حلول العام الهجري الجديد
أستاذي اعتذر عن تأخري بالرد ، فعلا تصفحت كل ما كتبت عن الصيغ
واستمتعت خلال ساعة بما شرحت من بليغ الصيغ ، يعتبر معجم مبسط
لمن يبحث عن الصيغ ، لو اطلعت عليه من قبل صدقني ما كتبت لأنك
وفيت الشرح .
تقبل أخلاص التحيات والتقدير
اخت أمنيات اشكر ثناؤك