المصابيح التي أطفأت النجوم !!

18 أكتوبر, 2010

الكاتبة :خلود99..

في رمضان الماضي قام احد الآباء متوسطي الدخل بعرض موضوع أمام أبنائه وبناته, فخيرهم بين أمرين لا يستطيع تحمل تكاليفهما معا , إما ملابس العيد أو السفر إلى إحدى المناطق الساحلية , وبما أن الأسرة لم تسافر منذ زمن اختاروا طبعا أن يسافروا مع بعضهم بضعة أيام ويجددوا حياتهم وإن خسروا حضور العيد في (عزيمة) رسمية مع الأقارب لن تستغرق إلا ساعات.

إن هذا الأب الواعي نمى لدى أبنائه مهارة مميزة , مهارة اختيار الأفضل بدل الجيد, وتقديم الأهم على المهم, ومعرفة أنك لن تستطيع أن تحصل على كل شيء في نفس الوقت , كما يقول المثل –الذي تردده أمي باستمرار- (ما تجتمع مصلحتين إلا بترك وحدة !!)

فالكثيرون لا يدركون أحيانا حجم الخسارة التي يجنونها عندما يتمسكون بمكاسب بسيطة لن يضرهم فقدانها كثيرا أمام ما سيكسبونه من التخلص منها, مثل مدمن التدخين الذي يقدم متعته اللحظية وراحته الحالية على الصحة و النشاط الذي سيجنيه لو أقلع عنه, أو بعض المتزوجين الذين يفضلون صرف الآلاف على حفلة ليلة العرس ثم لا يملكون بعدها ما يكفي من المال ليسافرا مع بعضهما !!

هل وقفت مرة في الشارع تحت المصباح ثم حاولت أن ترى النجوم في السماء؟

إنك بالتأكيد لن تستطيع أن تراها , فضوء المصباح القوي والقريب سيغطي على ضوء آلاف النجوم البعيدة , نحن فعلا نحتاج أحيانا إلى المصباح الصناعي ليضيء لنا طريقنا , لكنه يعيقنا عن النظر لما هو أجمل ولما هو باقي ولما هو حقيقي, إن سكان المناطق الريفية أو البدو لا يملكون مصابيح , لكنهم استطاعوا أن يتعايشوا مع ضوء القمر والنجوم , فكانت أبصارهم أقوى وتعلموا مواقع النجوم ولم يصبحوا تحت رحمة ذلك المصباح الذي لو انقطعت عنه الكهرباء لانطفأ وأضعنا الطريق!!.

إن أحد أهم عوائق التغيير الفعال هو التمسك بالمكاسب الصغيرة , فلابد أحيانا أن تضحي بما يريحك لتحصل على ما تحلم به (و ربما يعطيك راحة أكبر فيما بعد), قد تضحي بالوقت أو النوم أو المال أو الجهد أو حتى تضحي بحياتك ( في سبيل قضية تستحق التضحية) ولكن النتيجة ستجلب لك مكاسبا أكبر و رضا أعظم.

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله …………. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

ومن اختار متعة النوم واللعب حرم لذة السهر والنجاح.

تم نشر المقال في صفحة منتدى القراء في جريدة المدينة http://www.al-madina.com/node/269155

Be Sociable, Share!
هذا الموضوع كتب في أكتوبر 18, 2010 في الساعة 11:00 م ومصنف بهذه التصنيفات: مقالات مختاره. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.

التعليقات

9 تعليقات على موضوع “المصابيح التي أطفأت النجوم !!”

  1.   شريفة عبدالرحمن | يوم 19 أكتوبر, 2010 | الساعة 3:05 ص  

    أيتها الرائعة دوماً ..
    .
    الحياة عبارة عن متع صغيرة ..
    و السعادة عبارة عن التوازن مع مُتع هذه الحياة ..
    و نحن كمجتمع نحتاج ثقافة التغيير ..
    و ثقافة البديل ..!!
    و البديل هو دعوة إلى تنوع الخيارات في الحياة ..
    و قد يكون البديل في كثير من الأحيان ..
    عبارة عن فرصة أخرى تكون أجمل ..!!
    ففرص الحياة كثيرة ..
    إذا أحسنا إختيار البديل ..!!
    و هُناك التغيير المادي ..
    وهو الأسهل ..
    كتغيير الأثاث و الأدوات و غيره ..!!
    و هناك التغيير السلوكي ..
    و كان عمر بن الخطاب مر على رجل جالس في مسجد ..
    و هو جالس يدعو الله و هو عاطل عن العمل ..
    فقال له عمر …
    قم فإن السماء لا تمطر ذهباً و لا فضة ..!!
    يجب أن تعمل و تبذل الجهد لتصل إلى ماتريد ..!!
    و الأمر الأصعب ..
    هو تغيير الفكر ..!!
    و التغيير الفكري ينطلق من النفس ..
    و لا يُفرض على الإنسان ..!!
    و لكل منا نماذج عقلية خاصة به ..!!
    كم أتمنى ..
    أن استطيع تغيير فكر من قرأ لي ..
    في المرة الثانية ..
    و في المرة الثالثة ..!!
    تبقى رؤية أحترمها ..!!
    و تبقين أخت خلود غييييير ..
    و لا بديل لكِ ..!!
    shosho

  2.   خلود 99 | يوم 19 أكتوبر, 2010 | الساعة 9:41 ص  

    شكرا استاذ ماعون على نشر المقال
    وشكرا لك اخت شريفة على تعليقك المفيد والذي زاد مقالي جمالا
    واعجز عن ايفائك حقك غاليتي

  3.   ممــــــــــــــرض عاطـــــــــــــــل | يوم 19 أكتوبر, 2010 | الساعة 11:10 م  

    الاخت شريفه التعليق هذا مقال اخر
    ماشاء الله

  4.   شريفة عبدالرحمن | يوم 20 أكتوبر, 2010 | الساعة 1:04 ص  

    بعد إذنك أخت خلود ..
    .
    الأخ ممرض عاطل شكراً لك ..
    .
    و اسأل الله العظيم ..
    الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفواً أحد ..
    أن يفتح لك أبواب رحمته و رزقه ..
    و إن يسخر لك الأرض ومن عليها ..!!
    و أن يجعلك أوفر عباده حظاً في الدنيا و الأخرة ..
    إنه سميعاً مجيب الدعاء ..!!
    اللهم صلي و سلم على رسول الله ..!!

  5.   ابو ساره الحربي | يوم 20 أكتوبر, 2010 | الساعة 2:30 ص  

    مقال جميل

    و تبقين أخت خلود غييييير ..
    و لا بديل لكِ

    لم تجانبي الصواب اخت شريفه

  6.   خلود 99 | يوم 20 أكتوبر, 2010 | الساعة 3:16 م  

    ممرض عاطل
    شكرا على مرورك

    ابوسارة الحربي
    شرفني مرورك
    وشكرا على تعليقك اللطيف

  7.   متقاعد | يوم 20 أكتوبر, 2010 | الساعة 11:51 م  

    مساء الخير
    أستاذة / خلود
    تخيلت الفكرة بخيالي ، وخلت نفسي رئيس مجلس الشورى ، أعلنت افتتاح الجلسة ،
    وتم تدول الموضع ودار النقاش واختلاف الأعضاء العنود ترفض وطلال يقنع ويوضح
    مميزات السفر والأخر يعارض ويحتدم الحوار وإنا استمتع بالحوار وأعلن التصويت ونختتم
    الجلسة ونعلن البيان النهائي ، الفكرة رائعة وذات أهداف عظيمة ، أيتها الكاتبة تناولتي فكرة
    سهلة واستخرجتي منها معاني عظيمه .
    حكمة الأب ،
    بالاعتماد علي مجلس إدارة العائلة ،
    وتعليم الأبناء اتخاذ القرار الصائب ،
    الأب حاول تدريب الأبناء علي مهارة حل المشكلة بالحوار ،
    والنقاش وإقناع طرف للأخر للوصول لهدف يجمع عليه الكل
    أي تدريبهم علي الموازنة بين العاطفة والعقل ،
    نقاش الأبناء بين الرحلة وملابس العيد ،
    يفتح النقاش لتحديد البديل الأفضل للأسرة ،
    مما يعود الأبناء علي تحمل المسؤولية لأنهم أصحاب قرار
    منذ الصغر ويستطيعوا اختيار البديل الأفضل .
    الفكرة لها زاويا متعددة ، ونظرة لها من زاوية نافذتي
    ومضة :
    نقرأ كل ما تكتبي ونعجب وتصل الفكرة إلينا بسلاسله
    ونغوص بين الجمل ونقرأ مرة ومرتين وثلاث مرات
    ونعرف مابين السطور ونفهم ونعي الغاية والمقصود
    وان لم نعلق فاعرفي إن القلم الجم من جمال عبارتك .

  8.   خلود 99 | يوم 21 أكتوبر, 2010 | الساعة 2:54 ص  

    الاستاذ متقاعد
    لاأعرف ماذا أقول
    فالقلم ألجم من جمال تعليقك ولم اسطتع ايجاد العبارة المناسبة
    اشكرك كثيرا على اطرائك
    وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم

  9.   راعي المطيه | يوم 22 أكتوبر, 2010 | الساعة 3:15 ص  

    يفتح النقاش لتحديد البديل الأفضل للأسرة ،
    مما يعود الأبناء علي تحمل المسؤولية لأنهم أصحاب قرار
    منذ الصغر ويستطيعوا اختيار البديل الأفضل .
    الفكرة لها زاويا متعددة ، ونظرة لها من زاوية نافذتي
    —————————
    طرح رائع
    وقصه بها الكثير ليقراء
    والكل له قرائه يقرائها بها ويسقط عليها وجهت نظره
    انا ارا ان هذا الاب
    قد زرع في ابنائه بذرت الاختيار للافضل فالافضل .وتعودهم على ترتيب حياتهم ولتزماتها لتكون الحياة رائعه
    لهم ويستطعون توجيه جهدهم بما هو خير لتعم عليهم السعادة وهذا شي جميل بان نمنح ابنائنا بعض من تجاربنا او ماكنا نتمناه انه كان بنا .
    أحببت ان ابدي رايي
    واعجابي بذالك الطرح

اكتب تعليق





يمكنك أيضاً متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0